مساحة إعلانية
الـمـبــــارز الأشــــــهـر
عمرو بن عبد ود العامرى القرشى ، أحد جبابرة قريش ، من أشجع العرب وأقواهم ، وكان لا يخشى أحدا ولا يهاب الموت ، من أقوى و أشجع فرسان العرب فى الجاهلية ، وكانت العرب كلها تهابه وتخشى قتاله، لما عرف به من مرارة شراسته فى القتال ، وكان يلقّب بـ "فارس يا ليل" .. كان فى إحدى الليالى يسير بفرسه مع عدد من أصحابه، فهجم عليهم عشرة فرسان ، فهرب جميع أصدقائه ، وثبت هو وحده يصارع الفرسان ، وانتصر عليهم ، فسمى من ذلك اليوم بـ "فارس ياليل " ونسجت حوله الأساطير والحكايات ، حتى قيل إنه بضربة سيف واحدة أن يقطع الجمل إلى نصفين ، لم يشهد أُحُدًا، هو قائدعسكرى ، قاد قبايل الأحزاب الذين حاصروا المدينة المنورة لمدة شهر فى غزوة الخندق ، التى كانت فى السنة الخامسة للهجرة ( غزوة الخندق كان محركها يهود بنى النضير الذين أجلاهم النبى( صلى الله عليه وسلم )عن المدينة من بعد خيانتهم وغدرهم بالمسلمين ، وكذلك محاولة اغتيالهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، واستطاعوا إقناع قريش وبعض القبائل الأخرى ، لغزو المدينة ، فحاصروها (دون أن يستطيعوا دخولها ، بفعل الخندق الذى حفره المسلمون حولها ) ، وهو من المشركين الخمسة الذين عبروا الخندق فى غزوة الأحزاب ، وكان قد تجاوز الثمانين ، و قُتل فى المعركة على يد فتى الفتيان على بن أبى طالب ( رضى الله عنه وكرّم الله وجهه)، فى مبارزة هى الأشهر فى التاريخ ، (التى دارت بينهما .. حيث وقف هو وخيله ، ثم أقبل وقال : من يبارز ؟و صرخ مناديا : ألا من رجل ؟ وكرّرها أكثر من مرة ، ولما لم يردّ عليه أحد ، أنشد مجاهرًا :
ولقد بُحِحت من النداء بجمعكم هل من مبارز
ووقفت إذ جَبُن الشجاع بموقف البطل المناجز
كان عمرو بن ود يطالب المسلمين بأن يخرج له واحد يقاتله ، فقام عليّ، فقال أنا له يا نبيّ الله ، فقال : اجلس ، فإنه عمرو بن ود
ولما كرر عمرو: ألا من رجل ؟ قال عليّ (كرم الله وجهه) أنا لها يانبيّ الله ، فأذن له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ودعا له ، فمشى إليه عليّ ( رضى الله عنه ) وهو يقول منشدا:
لا تعجلنّ فقد أتاك مُجيبُ صوتك غيرَ عاجز
إنى لأرجو أنْ أقيم عليك نائحة الجنائز
فقال له عمرو : من أنت ؟ (وكان عليّ مقنّعا فى الحديد) قال أنا عليّ، قال ابن من ، ابن عبد مناف ؟ قال أنا عليّ بن أبى طالب ، فقال عندك يا ابن أخى من أعمامك من أسنُّ منك فانصرف ، فإنى أكره أن أُهريق دمك ، فقال عليّ ، ولكنى والله ما أكره أن أُهريق دمك ، و أدعوك إلى البِراز (أى المبارزة )، قال ياابن أخى و لِـمَ ؟ أنا والله ما أحب أن أقتلك ، فقال على : لكنى أحب أن أقتلك ، فحمى عمرو فنزل عن فرسه وعقره - على عادة العرب حينذاك - فغضب عمرو ، فنزل عن فرسه ، وسلّ سيفه كأنه شعلة نار ، ثم أقبل نحو عليّ مغضبا واستقبله عليّ بدرقته ، فضربه عمرو فى الدرَقَة فقدّها وأثبت فيها السيف ، وأصاب رأسه فشجّه ، ولكن عليّ ( رضى الله عنه ) بادره بضربة على حبل العاتق فسقط ، وثار العجاج ، فسمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) التكبير ، فعرف أن عليّا قتله ..!
ثم أقبل عليّ ( رضى الله عنه ) نحو رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ووجهه يتهلّل، فقال عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه) : هلّا أسلبته درعه ، فليس للعرب درعا خيرا منها ، فقال : ضربته فاتقانى بسوأته ، واستحييت ابن عمى أن أستلبه