مساحة إعلانية
البَدَوِيْ وِالْفَارْ .. مَا تْعَرِّفْهُمْشْ بَابْ الدَّارْ
لايعد هذا المثل الشعبي وما يحمله من دلالات، من التراث الشعبي الإيجابي ، ولا يعد حكما شعبيا عاما ، لكنه من الأمثال التي يخلقها التنافس بين الجماعات الشعبية المنصهرة في الشعب الواحد . فقد تخلق الجماعات الصغرى أمثالا وتعابير تعبر عن موقف مؤقت من جماعة أو قرية أخرى ، نتيجة لنشوب نزاع أو عداوة مؤقته . وعادة ما تنتهي العداوة المؤقتة وتبقى التعابير الشعبية التي تردد على سبيل التندر، رغم زوال أسباب وجودها . فما زلنا نسمع أمثالا من هذه النوعية مثل : ما أزْفَتْ مِنْ زِفْتَى إلاَّ مِيتْ غَمْرْ .. والْفَارْ يِطْلَعْ مِنِّكْ يِسِبْ الدِّينْ يا مَنْقَبَادْ .. وبَعْرْ السِّوِيسْ ولا بَلَحْ بِلْبِيسْ .. وإيشْ جَابْ طُوخْ لِمِلِيجْ .. وغير ذلك .. ومنها هذا المثل الذي نحن بصدده .
لقد دربت صعوبات البادية البدو على الحيلة ، وأكسبتهم قدرات قتالية لازمة لحياة الصحراء ، وتوارثوا قيم الجماعة المنعزلة . وقد اضطرتهم الحياة الصعبة وسنوات القحط إلى العدوان على أطراف الوادي ، وعلى أرزاق الناس فيها، كما تعتدي الفئران على أرواقهم . لهذا جمع هذا المثل بين البدوي والفأر لخفةالحرك والمجيء من الصحراء .. والعدوان على ما يختزنه الفلاح في بيته . . ويحذر المثل من معرفة هذين لمداخل البيت وتمكينهم من دخوله ، فإذا عرف البدوي مدخل البيت سرقه ، وكذلك إذا عرف الفأر طريقه إلى داخل البيت عاث في خزينه فسادا .