مساحة إعلانية
زكي مبارك ..ابن سنتريس - منوفية ..
هو محمد زكى عبدالسلام مبارك، الكاتب والأديب والشاعر والصحفى والأكاديمى العربى المصرى ، الذى تتلمذ على يد الشيخ سيد المرصفى أستاذ طه حسين، والمنفلوطى ، ومحمود شاكر، والزيات ..
خرّيج الأزهر، (حصل على شهادة الأهلية من الجامع الأزهر)، وقرر بعدها أن يلتحق بكلية الآداب بالجامعة المصرية ، حيث تخرج فيها
وكان قد درس فى الجامعة بشكل غير رسمى لمدة سنتين ، وتعلم الفرنسية وأجادها، ولما التحق بكلية الآداب فى الجامعة المصرية ، لنيل الإجازة ، كانت حِدّة طبعه ، ومناقشته الجافة الدائمة لأساتذته ، سببا فى رسوبه مرتين ، إلى أن حصل على الإجازة ..
هو الباحث والأكاديمى المدقّق ، والشاعر والقارئ الواعى ، ذو الثقافة الموسوعية ، وصاحب المسيرة العلمية المكثفة ، أما سبب تسميته بـ" الدكاترة زكى مبارك " فلأنه حاصل على ثلاث درجات دكتوراه
الأولى حين أكمل دراسته العليا، وتقدم برسالة بعنوان "الأخلاق عند الغزالى" ، وكانت أول دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية ، و الدكتوراه الثانية من السوربون بالفرنسية ، وترجمها هو بنفسه ، والدكتوراه الثالثة مهمة جدا، وكانت عن "النثر الفنى فى القرن الرابع الهجرى"
كان زكى مبارك ، معتزا بنفسه ، وكان ثائرا، وممتلئا حماسا ( ولحماسه الزائد زُجّ به فى السجن إبّان ثورة 19 ، فقد كان أحد خطبائها) ، وكان لديه رؤية خاصة للوجود والدين ، فكتب فى التصوف ، وكان يعتبر أن مستواه أعلا من غيره ، فتحول إلى مقاتل شرس - كما لو كان ملاكما أدبيا فى زمنه - ودخل فى حروب مع كثيرين من الأسماء الأدبية الكبيرة التى لها ثقل ، خاض معارك أدبية مع العقاد ، والمازنى، و حتى مع عميد الأدب العربى طه حسين - مما جعله يفصله من الجامعة - لذا اجتمعت عليه أسلحة الكثيرين ، وغلبته فى النهاية فانكسر..
و بعد أن أقاله طه حسين من الجامعة - كما تقول المرويات - سافر إلى العراق ، واستمر هناك سنة واحدة ، كان خلالها بمثابة نبراس مضئ هناك ، فكان له تأثير عجيب فى العراق، وكتب عن العراق كتابه (ليلى المريضة فى العراق ) الذى يُعدّ قطعة فنية فريدة
وبعد عودته من العراق، حين تم تعيينه مجرد مفتش فى المدارس الأجنبية التابعة لوزارة التعليم ، براتب ضئيل ، لا يكفى أن يكون مصروف جيب - كما قال هو - ، شعر أنه أسئ إليه كثيرا ، فعانى من الاكتئاب ، وكان يقول : إن بنى آدم خائنون :
تؤلف 45 كتابا - منها اثنان بالفرنسية - وتنشر ألف مقالة فى "البلاغ" ، وتصير دكاترة .. ومع هذا تبقى مفتشا بوزارة المعارف ..!
وذات مساء كان يسير مع بعض رفاقه فى شارع عماد الدين بالقاهرة ، وفجأة خرّ مغشيا عليه ، وأصيب فى رأسه ، فتمّ نقله إلى المستشفى ، وهو فاقد الوعى ، وظل هكذا بالمستشفى ، ولم يفق، حتى مات فى اليوم التالى ..
دفن فى قريته، بعد حياة حاشدة ومؤثرة ، حلوة وبائسة فى الوقت نفسه ، ولم ينل - فى النهاية - غير إطلاق اسمه على قصر الثقافة فى بلده ..!