مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر عبد الستار سليم يكتب:ابنة صعيد مصر هدى شعراوي أول رئيسة للاتحاد النسائي

2025-04-12 10:53:48 - 
الشاعر عبد الستار سليم يكتب:ابنة صعيد مصر هدى شعراوي أول رئيسة للاتحاد النسائي
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

فى عصر تُحتّم تقاليده ألا يختلط الرجال والنساء ، علا صوت سيدة مصرية - تنتمى لصعيد 
مصر ، ولعائلة سياسية ثرية - تعترض على العادات والتقاليد العتيقة ، و تؤسس للحركة النسائية المصرية ، وتقود مظاهرات  النساء ضد المحتل الانجليزى ، وتنادى بحقوق المرأة المصرية وتغير واقعها ، وتمنحها الحق فى التعليم والعمل ، كما لم تفعل امرأة قبلها ، تلك هى المناضلة المصرية الشهيرة السيدة هدى شعراوى ، 
واسمها بالكامل هو  نور الهدى  محمد سلطان  الشعراوى (١٨٧٩- ١٩٤٧م )  
 (وكما كانت  هدى شعراوى من بنات الصعيد ، فمن عجيب المصادفات أن يكون أيضا قاسم أمين المولود فى ١٨٦٣م  ، من أم صعيدية ..!  (  وهو  صاحب كتاب " تحرير المرأة"  -  الذى قدّمه للساحة - بدعم من الإمام محمد عبده الذى كان قد التقاه  فى فرنسا - و  قدم فيه أفكارا  مثيرة للجدل بالنسبة لحرية المرأة المصرية )
هدى شعراوى ، قومية و ناشطة نسوية  مصرية  فى مجال حقوق المرأة ، و من أبرز النساء المشاركات  فى الحياة العامة والنضال السياسى ( من الخطأ أن البعض يختزل هدى شعراوى فى مجال تحرير المرأة فقط ، ويغفل جانبها القومى والسياسى )، وأول من أسست جمعية لرعاية الاطفال  عام ١٩٠٧، وأول من نادت  بتحرير  الست المصرية ، وكان لها مشاركة مهمة جدا فى ثورة  ١٩١٩،  وبذلت جهودا لإقناع الجامعة  المصرية -الوليدة - بتخصيص قاعة لمحاضرات السيدات ، وافتتحت مدرسة  للفتيات ، وقادت أول مظاهرة للسيدات  ضد الانجليز ،  فى الأيام الأولى للثورة ، و هى مؤسسة الاتحاد النسائى المصرى ، وكانت أول رئيسة لهذا الاتحاد ، وأنشأت " دار التعاون  الإصلاحى " كمدرسة مستقلة لتعليم النساء ، وساهمت فى إنشاء "مبرّة محمد على " لمساعدة الأطفال  المرضى  ، وأصدرت  مجلة " المصرية "سنة ١٩٢٥م  باللغتين الفرنسية والعربية ،  كما ألفت كتاب " عصر الحريم " . . كذلك ساعدت الاقتصادى الكبير  " طلعت حرب " فى جمع  رأس المال  لإنشاء  " بنك مصر" عام ١٩٣٠  , وأول من خلعت الحجاب  مع صديقتها زينب محمد مراد الملقبة  بـ " سيزا  نبراوى " عام ١٩٢٣م  ، فى ميدان عام  ( ويقال  إن ميدان الإسماعيلية بالقاهرة  سُمّى " ميدان التحرير " بعد هذه الواقعة ) ، بعد عودتهما من الغرب -إثر حضور مؤتمر الاتحاد النسائى  الدولى  الذى عُقد فى  روما ١٩٢٣م ، حيث قابلت هناك السنيور موسيلينى - 
وكان ذلك بمثابة ثورة على الحجاب  ، وعلى  الأعراف والتقاليد الموروثة فى المجتمع المصرى ( والحجاب هنا  بمعنى  " البُرقُع "  و " الملاءة " والذى كان يسمى  بـ" النقاب" ، وبذلك فهى أول سيّدة مصرية نادت بتحرير المرأة 
 وبعد ترحيل  سعد زغلول  ونفْيُـه،  انبرت هدى شعراوى فى العمل بجانب زوجها  ، الذى  عُيّن  نائبا لرئيس الوفد ، فى الكفاح الوطنى  من خلال حشد  شبكة النساء  ، والمساعدة  فى تنظيم أكبر  مظاهرة نسائية مناهضة لبريطانيا ، وكانت لاعبا مركزيا فى تنظيم مسيرة لنساء الطبقة العليا  والطبقة  المتوسطة ، ضد البريطانيين ، ومن ثم أصبحت  رئيسة اللجنة المركزية ، بل وكانت أول مصرية طالبت  بحق النساء  فى المشاركة بالحياة السياسية ..!
و  كان زوجها هو السياسى المصرى  " على باشا شعراوى " - ابن عمتها - الذى كان أحد أعيان  محافظة المنيا ، و الذى انتسبت لاسمه  (تشبّها بالغرب )، عندما دخلت فى الأوساط السياسية ، والذى كان قد  انخرط فى  العمل السياسى  فى سن مبكرة ( ساعده على ذلك خاله  محمد سلطان باشا -  والد هدى شعراوى - الذى كان  رئيس المجلس النيابى  الأول ، فى عهد الخديوى توفيق )
توفيت هدى شعراوى  عام ١٩٤٧م  ، بسكتة قلبية وهى فى فرا ش مرضها .. و  هى تكتب بيانا  تطالب فيه الدول العربية  بأن تقف صفا واحدا فى قضية فلسطين 
رحلت هدى شعراوى بعد رحلة طويلة  ، جعلتها علامة  فى تاريخ الحركة النسائية المصرية  والعربية ، و مثالا يُحتذَى ، وظل  تأثيرها قويا  حتى بعد رحيلها  . . !

مساحة إعلانية