مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر عبد الستار سليم يكتب : رياض البندك الذي كرمه جمال عبد الناصر

2025-06-13 17:02:40 - 
الشاعر عبد الستار سليم يكتب : رياض البندك الذي كرمه جمال عبد الناصر
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

من التاريخ الموسيقار الفلسطيني رياض البندك

هو موسيقار الطرب الأصيل فى مطلع القرن العشرين ، و أحد روّاد الأغنية العربية و الفلسطينية ، الذى لم تمنعه جنسيته من الذوبان والانصهار فى العالم العربى، حيث راح يجول ، ويتعرف على غناء الدول العربية، ويستمع ويتأمل  وينبهر ، وينتج الخاص به، فكتب اسمه بحروف من النور فى عالم التلحين ، من خلال تقديمه عددا كبيرا من الألحان لأساطين النغم  مثل ( نور الهدى ، و مارى جبران ، و وديع الصافى ، وسعاد محمد ، وشهر زاد ،  وكارم محمود ، ومحمد قنديل ، ونصرى شمس الدين ، وفهد بلان ، وملحم بركات ، ونهاد طربية ، وجورج وسوف ،  ولطفى بوشناق)  كما أنه هو مكتشف المطربة الشهيرة ( فايزة أحمد )  وكان أول من قدمها لعالم الغناء، وتعهدها وساعدها على النجاح ، وهو  مكتشف صوت المطربة فاتن الحناوى - أخت ميّادة الحنّاوى- التى فازت  بلحنه
" يامن سقانا " ، فى مهرجان تونس الغنائى فى عام 1967،  و يقول أحمد السماحى "هو واحد من جيل العمالقة ، صنّاع الوجدان ، وبنّائى  ذاكرة الوطن العربى ، ومشيّدى صرح أمجاده الطربيّة " ، أُعجب بفنه الموسيقار محمد  عبد الوهاب ، وكذلك  رياض السنباطى الذى قال عن لحنه " يا عينى ع الصبر " الذى شدا  به وديع الصافى ، إن هذا اللحن بمثابة مدرسة فنية  كاملة ، إنه الملحن الكبير والموسيقار  المجدّد،  والكاتب والإذاعى والعازف والملحن الفلسطينى رياض بن عيسى بن باسيل البندك ، الشهير بـ" رياض البندك " المولود فى عام   1926م  - أيام الانتداب  -  فى منزل عريق اجتماعيا وسياسيا ، فى مدينة بيت لحم  فى فلسطين ، ، فوالده هو ( عيسى البندك) السياسى الوطنى ، صاحب أول جريدة فى المنطقة  هى جريدة ( صوت الشعب ) ، ورئيس بلدية ( بيت لحم ) لثلاث مرات ، و عضوا اللجنة التنفيذية  العليا ، التى كانت تقود النضال  الوطنى فى أصعب فترة فى حياة الشعب الفلسطينى ، و عيسى البندك هو والد ( مازن ويوسف ) الصحفيين الكبيرين ، المقاتليْن ضد الاستعمار البريطانى  ، والعصابات الصهيونية
كان شغف رياض بالموسيقى منذ صغره نوعا من الهوس- كما يحكى هو بنفسه -  فأى أغنية يسمعها كان يحفظها فورا ، سواء لأم كلثوم أو لعبد الوهاب ، أو للشيخ أبى العلا محمد ، أو لغيرهم 
أيضا كان - وهو  صغير- يقوم بجمع أولاد الحارة ، بمن فيهم أخته (سعاد) ، ويجوب بهم بيوت المنطقة ، يعزف ويغنى ، و اشترى (عودًا ) و درس الموسيقى و تعلم كتابة النوتة الموسيقية - ولكن والده كان غير راضٍ عن دراسته للموسيقى وتعلقه بها- فكسر العود ، فاشترى رياض عودًا غيره 
وفى عام 1954 م  قام بتلحين أول أغنية له  وهى بعنوان "تحية عرب فلسطين إلى أرض الكنانة "  ..
و انتقل إلى دمشق ، وهناك  أشرف على القسم  الموسيقى فى إذاعة دمشق - و دمشق كانت بعد ذلك مرقده الأخير- 
وبرع فى تأليف الأغانى والأناشيد براعته فى موهبة التلحين ، وقد كان من أهم أعماله  الفنية  سيمفونية "من تشرين إلى فلسطين " كما كانت رسالة رياض للفن أن تصبح  الموسيقى الشرقية عالمية ..!
ولما  تقدم بطلب للإذاعة الفلسطينية ، وكان مديرها  الملحن ( يحيى اللبابيدى ) أحد رواد الموسيقى المعروفين ، وصاحب لحن (يا ريتنى طير لأطير حواليك ) غناء فريد الأطرش .. وتطلّع رياض إلى أن ينتقل إلى بلد أرحب (دمشق أو  بيروت أو القاهرة ) ، فرحل أولا  إلى دمشق،  والتقى بأشهر مطربة هناك ( مارى جبران  التى كانت تلقب بـ " أم كلثوم " سوريا ) ، ثم إلى بيروت ، وعندما حضر إلى مصر  عام 1954 م - مساهما  فى تأسيس  إذاعة صوت العرب - استقبله الرئيس جمال عبد الناصر فى مكتبه ، وكرّمه
 وكانت وفاة رياض فى دمشق فى عام 1992م ..!

مساحة إعلانية