مساحة إعلانية
من التاريخ الموسيقار الفلسطيني رياض البندك
هو موسيقار الطرب الأصيل فى مطلع القرن العشرين ، و أحد روّاد الأغنية العربية و الفلسطينية ، الذى لم تمنعه جنسيته من الذوبان والانصهار فى العالم العربى، حيث راح يجول ، ويتعرف على غناء الدول العربية، ويستمع ويتأمل وينبهر ، وينتج الخاص به، فكتب اسمه بحروف من النور فى عالم التلحين ، من خلال تقديمه عددا كبيرا من الألحان لأساطين النغم مثل ( نور الهدى ، و مارى جبران ، و وديع الصافى ، وسعاد محمد ، وشهر زاد ، وكارم محمود ، ومحمد قنديل ، ونصرى شمس الدين ، وفهد بلان ، وملحم بركات ، ونهاد طربية ، وجورج وسوف ، ولطفى بوشناق) كما أنه هو مكتشف المطربة الشهيرة ( فايزة أحمد ) وكان أول من قدمها لعالم الغناء، وتعهدها وساعدها على النجاح ، وهو مكتشف صوت المطربة فاتن الحناوى - أخت ميّادة الحنّاوى- التى فازت بلحنه
" يامن سقانا " ، فى مهرجان تونس الغنائى فى عام 1967، و يقول أحمد السماحى "هو واحد من جيل العمالقة ، صنّاع الوجدان ، وبنّائى ذاكرة الوطن العربى ، ومشيّدى صرح أمجاده الطربيّة " ، أُعجب بفنه الموسيقار محمد عبد الوهاب ، وكذلك رياض السنباطى الذى قال عن لحنه " يا عينى ع الصبر " الذى شدا به وديع الصافى ، إن هذا اللحن بمثابة مدرسة فنية كاملة ، إنه الملحن الكبير والموسيقار المجدّد، والكاتب والإذاعى والعازف والملحن الفلسطينى رياض بن عيسى بن باسيل البندك ، الشهير بـ" رياض البندك " المولود فى عام 1926م - أيام الانتداب - فى منزل عريق اجتماعيا وسياسيا ، فى مدينة بيت لحم فى فلسطين ، ، فوالده هو ( عيسى البندك) السياسى الوطنى ، صاحب أول جريدة فى المنطقة هى جريدة ( صوت الشعب ) ، ورئيس بلدية ( بيت لحم ) لثلاث مرات ، و عضوا اللجنة التنفيذية العليا ، التى كانت تقود النضال الوطنى فى أصعب فترة فى حياة الشعب الفلسطينى ، و عيسى البندك هو والد ( مازن ويوسف ) الصحفيين الكبيرين ، المقاتليْن ضد الاستعمار البريطانى ، والعصابات الصهيونية
كان شغف رياض بالموسيقى منذ صغره نوعا من الهوس- كما يحكى هو بنفسه - فأى أغنية يسمعها كان يحفظها فورا ، سواء لأم كلثوم أو لعبد الوهاب ، أو للشيخ أبى العلا محمد ، أو لغيرهم
أيضا كان - وهو صغير- يقوم بجمع أولاد الحارة ، بمن فيهم أخته (سعاد) ، ويجوب بهم بيوت المنطقة ، يعزف ويغنى ، و اشترى (عودًا ) و درس الموسيقى و تعلم كتابة النوتة الموسيقية - ولكن والده كان غير راضٍ عن دراسته للموسيقى وتعلقه بها- فكسر العود ، فاشترى رياض عودًا غيره
وفى عام 1954 م قام بتلحين أول أغنية له وهى بعنوان "تحية عرب فلسطين إلى أرض الكنانة " ..
و انتقل إلى دمشق ، وهناك أشرف على القسم الموسيقى فى إذاعة دمشق - و دمشق كانت بعد ذلك مرقده الأخير-
وبرع فى تأليف الأغانى والأناشيد براعته فى موهبة التلحين ، وقد كان من أهم أعماله الفنية سيمفونية "من تشرين إلى فلسطين " كما كانت رسالة رياض للفن أن تصبح الموسيقى الشرقية عالمية ..!
ولما تقدم بطلب للإذاعة الفلسطينية ، وكان مديرها الملحن ( يحيى اللبابيدى ) أحد رواد الموسيقى المعروفين ، وصاحب لحن (يا ريتنى طير لأطير حواليك ) غناء فريد الأطرش .. وتطلّع رياض إلى أن ينتقل إلى بلد أرحب (دمشق أو بيروت أو القاهرة ) ، فرحل أولا إلى دمشق، والتقى بأشهر مطربة هناك ( مارى جبران التى كانت تلقب بـ " أم كلثوم " سوريا ) ، ثم إلى بيروت ، وعندما حضر إلى مصر عام 1954 م - مساهما فى تأسيس إذاعة صوت العرب - استقبله الرئيس جمال عبد الناصر فى مكتبه ، وكرّمه
وكانت وفاة رياض فى دمشق فى عام 1992م ..!