مساحة إعلانية
قال تعالى :
" قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ( يونس /35)
هنا ورد الفعل " يهدى " إلى الحق متعديا بحرف الجر "إلى " مرتين، وفي الثالثة جاء متعدّياً باللام،
والنحاة يستسهلون فيقولون: إن ما يصح جره بإلى يجوز جره باللام التي تفيد الغاية مثلها ، ولا يجوز العكس، فلا يقال في : قلت له، قلت إليه، ويقولون: الماء في الكأس لأن في للظرفية، ويجيزون التعدية بالباء لأنها تشبهها في الظرفية. فيقولون : فلان أستاذ بجامعة القاهرة ، بدلا من الصحيح وهو : في ، إذْ لا يجوز أن يقال في مررت به: مررت فيه.
لكن هذا ليس مسلما ، ويرده سياق هذه الآية ، لأن الهداية لما أسندت إليهم وجبت تعديتها بإلى التي تفيد البعد، ولكنها لما أسندت إلى اللّه تعالى، وجب تعديتها باللام التي تفيد القرب، لأن الهداية من خصائصه وحده سبحانه وهو المنفرد بها على وجه الديمومة والكمال.
ولكون الهداية في حق الأصنام تعني : الانتقال من مكان إلى مكان، فيكون معنى قوله تعالى (لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى) أنها لا تنتقل إلا بفعل فاعل، فبيّن سبحانه وتعالى عجز الأصنام. ولا تهتدي إلا بمساعدة ممن يهديها .