مساحة إعلانية
من تعبيرات القدامى الشهيرة : ( فلانٌ أدركتْه حرفة الأدب ) - لك أن تضم حاء حرفة وأن تكسره - والمعنى عندهم يدور حول سوء حظ دائم ، وعيش نكد ، يلازم المبدعين المجيدين وبخاصة إذا اقتربوا من أصحاب السلطان .. ومن أشهر المُحارفين : الجاحظ وأبو حيان التوحيدي . كنت أتحاور كثيرا حول هذا المعنى مع شيخنا الشاعر الراحل الجميل طاهر أبوفاشا كلما التقيته ، وكان رحمه الله ألف كتابا عنوانه ( الذين أدركتهم حُرفة الأدب ) وكان يفضل دائما ضم الحاء خلافا لما اختاره ابن منظور في اللسان . وفي عصرنا الحاضر كثيرون من مجايلينا أدركتهم حرفة الأدب برغم إبداعاتهم الباذخة الرفيعة المستوى لا لشيء إلا لأنهم عاشوا حيث ولدوا ولم يعيشوا في القاهرة ، واستنكفوا أن يستجدوا منابر الشهرة الزائفة التي فاز بها من هم أقل منهم موهبة وعطاء ، أذكر من هؤلاء "الأقاليميين " الرائعين الكبار الذين أدركتهم حُرفة الأدب أصدقاءنا الراحلين : يس الفيل ( البحيرة) أحمد غازي ( سوهاج) عبد الله السيد شرف ( الغربية ) وممن أسأل الله أن يمد في أعمارهم حاليا : مصطفى نصر ( الاسكندرية) صلاح اللقاني ( البحيرة) مفرح كريم ( بنها) د. عيد صالح وسمير الفيل ( دمياط) درويش الأسيوطي وحمدي البطران ( أسيوط) وبالتأكيد هناك عشرات الأسماء الأخرى على الدرجة نفسها من الأهمية ولكنها لا تحضرني الآن ... كل واحد ممن ذكرت أحق بجائزة الدولة التقديرية ( وأرجو أن يكون بعضهم قد نالها) من 20 اسما [ على الأقللللللللل !! ] ممن حصلوا عليها في مجال الأدب...بكل تأكيد
والصورة المرفقة مع طاهر أبي فاشا رحمه الله وهو يسمع قصيدة لي وأنا طالب بكلية التربية بأسيوط عام 1974