مساحة إعلانية
إيمان بدر
فى سبتمبر 2015 وقف الرئيس عبد الفتاح السيسى على منصة الجمعية العامة للامم المتحدة محذرًا العالم من تبعات التغيرات المناخية الناتجة عن الانبعاثات الحرارية والكربونية، ومشددًا على أن الدول الفقيرة هى التى ستدفع فاتورة ما فعلته الدول الصناعية الثرية والقوية، وبالفعل تحققت توقعات الرئيس وتحولت إلى سيول وأعاصير وفيضانات وحرائق غابات وموجات تسونامى وطقس سئ إجتاحت العالم وأدت لانهيار المحاصيل فى بعض الدول.
وفى مصر شعرنا بذلك بالتحديد فى أكتوبر 2022، حين تعرضت بعض المدن المصرية لسيول غير مسبوقة، ووقتها أكد قيادات بهيئة الأرصاد الجوية أن هناك لجنة تبحث تغيير التوصيف المناخى لمصر لأنه لم يعد " حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاءًا"، بل ارتفعت نسبة الرطوبة بشكل تلاشى معه جفاف الجو الصيفى المعتاد، وأصبحت نسبة الرطوبة فى فصل الخريف تتجاوز معدلاتها الطبيعية، فيما تخلى الربيع عن جوه البديع و بات شديد الحرارة محمل بالأتربة والعواصف المزعجة بل والأمطار الرعدية الغير مألوفة فى مصر.
من المعروف أن تلك التغيرات المناخية ترجع إلى الاحتباس الحرارى الناتج عن الارتفاع الغير مسبوق فى تراكم انبعاثات الغازات، على مدار السنوات العشر الأخيرة، وبالرغم من أن نصيب مصر فى الانبعاثات الحرارية لا يتجاوز 6.%، ولكنها تنبهت لهذه الأخطار واستضافت مؤتمر المناخ العالمى كوب 27 فى مدينة شرم الشيخ لمناقشة التداعيات وطرح الحلول القابلة للتطبيق على أرض الواقع، وبالفعل تم توقيع بروتوكولات عمل لضخ استثمارات فى مجال الهيدروجين الأخضر والتكنولوجيا الصديقة للبيئة.
وبالرغم من ذلك مازال الخبراء يحذرون من تأثر مصر بشكل كبير بالتغيرات المناخية التى تضرب العالم كافة، وأن مناطق الدلتا ستكون من أكثر المناطق التى ستتأثر بالتغيرات المناخية ، وهو ما نلمسه بالفعل حيث تشهد مصر مؤخرًا درجات حرارة غير متوقعة.
كما يحذر أساتذة الاستشعار عن بعد وعلوم نظام الأرض من أن التغيرات المناخية تحدث بشكل قاسى وستزيد درجات الحرارة وستتغير مواعيد زراعة العديد من المحاصيل ، ولذلك من المهم التعرف على طبيعة المناخ وتوصيف المناخ فى مصر فى ضوء التغيرات المناخية واتخاذ اللازم من التدابير والإجراءات لمواجهة هذه التغيرات على المدى البعيد.