مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

إيمان بدر تكتب: رسائل المصريين للداخل والخارج من لجان انتخابات الرئاسة

2023-12-10 22:34:52 - 
إيمان بدر تكتب: رسائل المصريين للداخل والخارج من لجان انتخابات الرئاسة
حضور مكثف في كل مصر
منبر

لما تعمل علامة على المرشح إللى تختاره في وجود قاضى يحمى إرادتك

وضباط وجنود بيأمنوك تحس إنك في دولة بجد.

لا يعيب أحد المرشحين أن شعبية منافسيه أقل من شعبيته وأن نجاحاته السابقة

وظروف العالم الحالية جعلت منه المنفذ الوحيد.

قبل شهور قليلة طالعتنا وسائل الإعلام بأخبار عن توقف إحدى الدول العربية عن دفع رواتب الموظفين فيها لشهور متتالية علما بأن تلك الدولة كانت من أوائل ضحايا ما سمى بالربيع العربي، ووقتها تصادف أن تجاذبت أطراف الحديث مع موظف شاب يعمل بإحدى الجهات الحكومية ويتقاضى راتب بسيط نسبياً ولكنه قال نصا: لما بحط الكارت في الماكينة ويطلع لي الفلوس بحس أنى في بلد بجد.
هو بالطبع يقصد دولة مؤسسات أو دولة قانون وحقوق، وبالنظر إلى المنطقة الملتهبة حولنا والعالم الذي يقترب من حرب عالمية ثالثة ندرك قيمة أن تعيش في دولة دستورية وقانونية مؤسسية ديموقراطية حولك بلاد كانت ذات حضارات عريقة تحولت إلى ساحات للصراع والاقتتال بين طوائف وميلشيات وبقايا جيوش ممزقة وجماعات إرهابية واجرامية مسلحة.
تلك الحقائق قفزت إلى ذهنى أثناء متابعة العرس الانتخابى الذي تشهده لجان الانتخابات الرئاسية المصرية، وبالرغم من وجود ٤ مرشحين لكل منهم انتماءات وايدلوجيات مختلفة، وبالرغم من وجود تاريخ سياسى مشرف لجميع منافسى الرئيس عبد الفتاح السيسي خرجت علينا أصوات تقول إن النتائج محسومة ولم يكن هناك داعى لإجراء الانتخابات الرئاسية من الأساس، والغريب أنه حتى مؤيدى السيسى رددوا هذه العبارات لثقتهم أنه هو الفائز، وبغض النظر عن فكرة إن الانتخابات لا تقدم ضمانات لأحد في ظل إشراف قضائي كامل ومراقبة حقوقية دولية ومحلية، على هؤلاء أن يدركوا أن أهمية إجراء الانتخابات تكمن في الفرق بين الدولة واللادولة وبين نظام حاكم يعلى قيمة الديمقراطية والحريات والحقوق السياسية والمدنية، يسعى إلى غرس وتعزيز مبادئ التنافس والتداول السلمى للسلطة وبين جماعات وتيارات قابعة على حدودنا تتعامل مع الديمقراطية والانتخابات كأنها مناديل ورقيه تستخدم لمرة واحدة، أو سلم خشبى يصعدون عليه إلى سدة الحكم ثم يزيحونه بعيدا حتى لا يصعد غيرهم.
وعلى ذكر الحدود المتوترة حالياً من كل جانب، يجمع الخبراء أن هذا المشهد الإقليمي والدولي يتطلب رئيس ذو خلفيه عسكريه وخبرات مخابراتية، بل ولديه نجاحات وانتصارات متكررة ومتتالية في تأمين الحدود ورسم خطوط حمراء لم يجرؤ أحد على تخطيها من الخارج بالتوازي مع دحر الإرهاب وبناء الدولة الحديثة المنتجة من في الداخل، وفي ظل هذا الإجماع على شعبية أحد المرشحين وعدم وجود مقارنة مع الآخرين، ولكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه هل يعيب أحد المتنافسين أن شعبيته أعلى بفضل ثقة الشعب به، وقدراته السابقة على إنقاذ الوطن مرات ومرات، وهل تدخل هذا المرشح لينتقص من شعبية منافسيه أو يمنع من يرى في نفسه أنه الأقوى من خوض الماراثون، أم أن أحدهم أعلنها صراحة أنه أفضل من الرئيس الحالي ولم يعيره الرئيس اهتماماً وتركوه بكل حرية يجمع عدد من التوكيلات لم يصل بها إلى الحد الأدنى المطلوب، ولم نسمع أنه تعرض لأى نوع من التضييق باستثناء اتخاذه قرار بالتضييق على نفسه وإعلان زواجه الثالث، ولعله لو منح الانتخابات نفس اهتمامته النسائية لاستطاع جميع التوكيلات ليثبت له الصندوق من الذى يريده المصريون.
وعلى خلفية ما سبق نعود إلى عبارة الموظف الذي قال لما بحط الكارت ويطلع لى مرتبى بحس أنى في بلد بجد، وبالتالي رأيت لسان حال الناس الخارجين من اللجان الانتخابية يعلن ( لما بحط علامة على المرشح إللى أنا عايزه وأنا شايف قاضي بيحمى ارادتى وضباط وجنود بيأمنونى ويأمنوا بلدى بحس اني في دولة بجد).

مساحة إعلانية