مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (ماذا يحدث لو قالت مصر:إذًا هي الحرب؟ )

2025-04-13 00:56:11 - 
ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (ماذا يحدث لو قالت مصر:إذًا هي الحرب؟ )
ياسر القاضي

إذا قالت مصر: “إذًا هي الحرب”، سيقف العالم بأثره مشدوها ليراقب عن كثب  وبحذر هذا القرار ، فمصر ليست مجرد دولة في المنطقة، بل قوة إقليمية ذات تاريخ عسكري عريق، وموقع استراتيجي بالغ الأهمية، وتأثير سياسي لا يُستهان به، ولكن ماذا يعني ذلك عمليًا؟ سيكون هناك تحرك عسكري جاد، فمصر تمتلك واحدة من أقوي الجيوش في الشرق الأوسط وأفريقيا، ومجرد إعلان الحرب يعني تعبئة عسكرية ضخمة، القوات البرية والجوية والبحرية ستنتقل إلي حالة الاستعداد القصوى، وستبدأ العمليات الاستباقية عند الضرورة، سيكون هناك ردود فعل إقليمية ودولية:الدول العربية ستضطر لتحديد موقفها بسرعة، بعضها قد يدعم مصر سياسياً أو عسكرياً، والبعض الآخر قد يخاف علي كرسيه وسيكون دوره قاصر علي الوساطة فقط ، سيكون هناك تحرك شعبي واسع في الدول العربية والإسلامية المناهضة للنظام الإسرائيلي وسياساته القمعية ضد شعب غزة ، قد تحظي مصر بدعم مالي من معظم الدول الإسلامية  لتعزيز قدراتها العسكرية ، قد تتحرك الجبهات القتالية ضد إسرائيل لتشمل إيران وسوريا ولبنان والأردن مع التواجد التركي ، أي أن الحرب ستشمل منطقة الشرق الأوسط بأثرها، وفي المقابل سيكون هناك تحرك واسع المجال من القوي الدولية مثل الولايات المتحدة، روسيا، وأوروبا، ستتدخل دبلوماسياً لمحاولة احتواء الموقف، وسيكون هناك دعم عسكري غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء إسرائيل مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا ، ستكون هناك تداعيات اقتصادية وأمنية: قناة السويس  ستصبح ورقة ضغط استراتيجية،ستتأثر الأسواق، خاصة في مجالات الطاقة والتجارة الدولية،
الحسم أو الاستنزاف؟ قد تطول المعركة لتصبح استنزافًا يتطلب حسابات استراتيجية طويلة الأمد، الحرب في غزة كشفت العديد من نقاط الضعف في القوة الإسرائيلية، سواء علي المستوي العسكري أو الأمني أو السياسي،ومن أبرز هذه النقاط:الإخفاق الاستخباراتي والأمني: هجوم 7 أكتوبر كشف ضعفًا غير مسبوق في قدرة إسرائيل علي التنبؤ بالهجمات أو حتي الاستجابة السريعة لها، وهو ما أضرّ بصورة الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية،  العجز عن تحقيق أهداف واضحة: رغم مرور شهور علي الحرب، لم تستطع إسرائيل تحقيق نصر حاسم أو القضاء علي المقاومة الفلسطينية، مما يعكس محدودية قدرتها علي حسم المعارك في بيئة حرب غير نظامية،الخسائر العسكرية: الجيش الإسرائيلي تكبّد خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وهو ما أظهر ضعف قواته البرية عند مواجهة تكتيكات المقاومة، مثل الأنفاق والكمائن المفاجئة،الأزمة الداخلية: الحرب زادت من الانقسامات داخل إسرائيل، حيث تصاعدت الانتقادات ضد الحكومة والقيادة العسكرية، سواء بسبب الفشل الأمني أو طول أمد الحرب دون نتائج ملموسة،الضغط الدولي: مع استمرار المجازر والدمار الهائل، تعرضت إسرائيل لضغوط متزايدة من المجتمع الدولي، مما حدّ من قدرتها علي تنفيذ عملياتها بحرية كاملة، بإختصار، هذه الحرب أظهرت أن إسرائيل ليست بالقوة التي تصوّرها دعاية الجيش الذي “لا يُقهر”، بل إنها تواجه تحديات حقيقية قد تؤثر علي مكانتها في المنطقة علي المدي البعيد، أي أن إسرائيل أصبحت جسدا مريضاً منهكا بعد تبعات الحرب في غزة ولبنان والتطورات الأخيرة في سوريا ، مما يزيد من فرص مصر لتحقيق نصر مؤزر- بإذن الله تعالى- في غضون ساعات قليلة من الحرب ، ولكن علي المنطقة والعالم,مصر قد تستخدم تكتيكات غير تقليدية، مثل تعطيل خطوط الإمداد الإسرائيلية وضرب أهداف استراتيجية في إسرائيل سيسبب في فرار آلاف الإسرائيليين خوفاً علي أرواحهم ، خوض التجربة بعد حرب اكتوبر عام ١٩٧٣ سيجعل الجيش المصري أكثر وعيا بنقاط الضعف واستلهام القوة ، ستؤدي الحرب إلي انهيار اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين منذ 1979، مما سيغير التوازنات الإقليمية, ستتدخل الأمم المتحدة والقوي الكبري لوقف القتال، خوفًا من توسع النزاع في المنطقة والمؤكد أنه سيحدث ,ستعاني اسرائيل من تراجع اقتصادي، خاصة إذا تعرضت منشآتها الحيوية لهجمات،إذا طال أمد الحرب، قد تتحول إلي حرب إقليمية واسعة النطاق ، بالمختصر، إذا قالت مصر “إذًا هي الحرب”، فلن يكون ذلك مجرد تصريح، بل إعلان لمرحلة جديدة ستغير التوازنات في المنطقة وربما العالم كله ، ونحن لا نريد حرباً ستأكل الأخضر واليابس ، بل نريد سلاماً عادلاً يحقق الأمن والاستقرار.

مساحة إعلانية