مساحة إعلانية
التراث الشعبي هو ذاكرة الأمة .. وبدونه يصبح أي وطن بلا ذاكرة وبلا ماض .. ويجب المحافظة عليه وربطه بالثقافة الحاضرة .. والاستقاء منه .. ومع إن هناك قنوات فضائية متخصصة في التراث الشعبي في بعض البلدان العربية ، إلا أنها غير كافية ، وما تقدمه من برامج عجلي سيارة تحتاج إلي متخصصين في هذا المجال ليقدموا لنا هذا التراث بحنكة ودراية . وهناك مهرجانات تقدم لنا هذا التراث ويقبل عليها الجمهور ويشارك فيها مثل مهرجان الجنادرية في المملكة الذي أثبت وجوده وقيمته .. و مؤسسات في دبي وقطر والبحرين ترعي هذا التراث من خلال منافذ عدة سواء كانت مطبوعات أو إقامة مهرجانات دولية ناجحة .
ولكن هذا وحده لا يكفي لابد من عودة الوعي المستلب .. وتقدير قيمة تراثنا الشعبي وهويتنا العربية في كل شيء .. بدءا من أسماء المحلات التجارية التي تتفاخر بأسماء أجنبية .. مرورا باللغة العربية التي أصبحت لغة ثانية في وطنها .. ومحلات المأكولات التي لا تقدم إلا ما هو غربي وغريب عنا ويقبل عليها الجميع بنهم . ناهيك عن الملابس وأدوات الزينة .. الخ . ما حدث من استلاب للوعي بهذه الطريقة المفزعة زحزح تراثنا وهويتنا بعيدا .. وعودة الوعي تحتاج لتكثيف جهود من المتخصصين .. يأصلون الوعي في المدارس والجامعات والأندية الشبابية لتوعية الشباب بقيمة مورثهم الشعبي .. الذي هو جزء لا يتجزأ من حضارتنا العربية . نحتاج للمحافظة علي التراث الإنساني الذي يمثل هوية الضمير الجمعي ، وعلينا أن نسعي بكل الطرق للخروج من دائرة التيه التي تشعرنا في كثير من الأحيان بالدونية وملاحقتنا الدائمة لكل غربي ووافد نستقبله بترحاب علي حساب ثقافتنا وتراثنا العامر ، يحتاج لوقفة لنستعيد حضورنا وتراثنا الزاخم بالحياة .. وهو روحنا .. لو انسلخنا منه أصبحنا جسد بلا روح .
فالتراث إثبات هوية للشعوب .. وبدونه يصبح الشعب بلا هوية .. ويجب علينا أن نحافظ علي تراثنا حتي لا يتسرب من ذاكراتنا ويضيع في بطون الكتب ، ويتراكم عليه تراب الزمن .. عضوا علي ثقافتهم الشعبية بالنواجز ولا تتركوها تتسرب من بين أيديكم ، فغيركم يصنع تراثه من الوهم .