مساحة إعلانية
اصوات صارخة تمتزج نبرات صداها بحفيف اوراق متساقطة.. فتعزف سيفمونية شجن عميقة مألوفة علي اغوار كل نفس تذوقت يوما من دقات تلك الالحان الثقيلة الوقع وارتطمت باوتار قلبنا فمزقته حينا .... ومع اطلالة مجئ الخريف يبعث احياء لتلك الذكرى.... فحينئذ تصدر قلوبنا بدواخلنا انقباضة مفزعة تسري في كل اعماقنا.... فيخفق لها شعورنا... وتستدعي وقائع الحدث اذهاننا.... وربما مع توالي الايام تغيب اطياف تلك الذكري عن حياتنا لحين .. لتشرق مجددا بوقع اكثر ثقلا .. فالامس كانت تقصدنا....و ها هي اليوم تأتي لطفلنا ذلك الصغير الذي نما قليلا قليلا ليبلغ عمر الزهور.. يمرح ويلهو بين المروج ... منطلقا دون قيود.. حياته لا تعرف فروض .. وها قد اتي الحين..بعد مرور تلك السنين.... لتطرق تلك السيفمونية قلبه برنين ... فتستقبلها براءته بكل حنين .. حينئذ يشعر بأن لها الم دفين....يالها حقا من مأساة قد تختبرها كل اب وام بأنين عندما تطأ خطوات اطفالهم الحضانة او المدرسة للمرة الاولي
و في هذا السياق يفسر لنا الاخصائيون التربويون بأن ظاهرة مخاوف الاطفال من الحضانة او المدرسة في ايامهم الدراسية الاولي تترواح ما بين اضطرابات طبيعية تزول بمجرد الاندماج في الدراسة وبين اضطرابات مرضية تتطلب علاج لتأثيرها السلبي علي الطفل
و سنعرض الفئة الاكثر انتشارا وهي اضطرابات الاطفال الطبيعية وكيفية الحد منها
هذة الاضطرابات يكون سببها عدم التكيف مع الوضع الجديد فقد تعود الطفل منذ ميلاده الي دخوله المدرسة علي نمط حياة معين وسط اسرته فيصعب تغييره فجائيا ويصاحب هذا التغيير بعض مظاهر القلق ، الحزن .. البكاء وبعض الاعراض الفسيولوجية....كالغثيان اضطرابات المعدة، شحوب اللون....الخ ولكن تدريجيا تزول بعض الاندماج في المدرسة بفترة
و اليكم بعض النصائح التي يقدمها الاخصائيين النفسيين للاباء لمساعدة الطفل علي تجاوز تجربة اليوم الدراسي الاول في حياته
اصطحاب الطفل الي المدرسة قبل الدراسة ليزور فصله والاماكن المهمة بالمدرسة ويتعرف علي معلمته والتقاط الصور التذكارية فذلك يشعره بالامان ويخفف صدمته بالمكان لاول مرة
الحديث معه علي المدرسة وابراز الجوانب الايجابية فيها بأنه سيكون له اصدقاء جدد في مثل عمره ويشاركهم اللعب والمرح .. وسيمارس العديد من الانشطة المسلية فهذا يجعله اكثر تشوقا لخوض التجربة الجديدة
نوضح له سير احداث اليوم الدراسي الاول ونحكي معه عن ذكرياتنا الدراسية ونحن في مثل عمره وهنا سيكون الطفل صور ذهنية في خياله تجعله يألف الجو الدراسى
اشارك الطفل في اختيار ادواته المدرسية والمكتبيه فهذا يزيد من حماسه ويتهيأ للمناخ الدراسى
تشجيع الطفل معنويا قبل ذهابه للمدرسة وصفه بصفات كالشجاعة، القوة....الخ وماديا بوعده باحضار الهدايا فهذا يشجعه ليتحمل المسؤلية
عدم توديع الطفل قبل المدرسة لمدة طويلة وعدم اعطائه دفقات قوية من العطف والحنان
فهذا يصعب عليه مفارقه امه ويبدأ في البكاء
اليوم الدراسي الاول ياله من عبء ثقيل الوقع يخيم بظلاله القاتمة ليس علي الاطفال فحسب بل علي الوالدين ايضا... ويحفر بانيابه الشرسة جرحا في ذاكرة كل طفل لا يندمل عبر الزمان ولكن ببعض اللمسات الاستعدادية البسيطة كالتي اوردناها في اطلالتنا السابقة قد تجعله ذكري طيبة نتغني بها عبر الايام.
mareya2000@hotmail.com