مساحة إعلانية
(أسئلة سقراطية )
واقف ، متسمر في باحة هذا الكون ، والطيور تتوسل به ان يغني او يبكي ، كلها سواء ، طقوس لا يفقهها إلا الغارقون في حجم محيط الميتافزيقيا ، كون اصم نترجاه ان ينطق بكلمة حق ... كتب هذه العبارات في سجل الزيارات ، الخاص بمتحف التاريخ الطبيعي التابع لجامعة (....).. عندما قرأها الحاضرون ، اشتبكوا بالأيدي والاقدام، منهم من قال :
-انه يشتم المستثمر ،وهذا اعتداء سافر، لان قداسة المستثمر ، يفعل ما يشاء ،بل يفعل ما يحلو له!!اما الفريق الثاني ، فاصبح يبكي من شدة الضحك ، وقال :
-حاشية المستثمر لا تفقه شيئا سوى ملء الجيوب والبطون...
ثم هدأت المعركة قليلا ، واذا بعاصفة هوجاء تجتاج مدينتهم ، وتحليها الى ركام ...عادت الطيور تحلق بكثافة بين يديه ومن حوله ، وهي تحاول ان يجيب عن اسئلتهم...
(وجدته هكذا....!!)
(البدايات للكل ، والثبات للصادقين).
"ديستويفسكي"
هو من علم الآخرين شروط ارتياد منازل القوة، هو من نبذ الضعف ، كان كالحصان الجامح المتمرد على كل الطرق المؤدية للضعف...رأسه مرفوعة نحو عنان السماء، لم يكن ضعيفا امام المال او المنصب او اي من المغريات الأخرى...كان مثالا للآخرين نحو التسامي بالنفس ،والسعي المحموم نحو امتلاك كل عناصر القوة ، والتمكن من التغلب على كل المعضلات...يقرأ كثيرا ، ويكتب اكثر ..كنت احتسبه من اغنى مناجم القوة والسمو....كنا نلوذ به حين تشتد علينا معارك الحياة...نعبر ونتحدى كل المعوقات...في لحظة انهار امامي كل شيء... حين وجدته(....)، ولن اقول واقفا امام بناية كبيرة جدا ، وهي مدمرة بالكامل...ملطخا بدموعه، هكذا وجدته...!!! لكنه اخيرا تمتم :
الأيام كفيلة بأن تخلق منك شخصًا لا يأبه برحيل أو قدوم.
(بوابة آدم)
من اول الصباح غادر منزله القديم ، الذي هو بمثابة جزء من مدينته البحرية التي فقدت الكثير من قوة ملامحها...كأنه يسير بلا هدف يوجهه...استغل سيارة الأجرة الصفراء فاقدة الملامح سأله سائقها الثرثار:
-إلى اين نذهب ياسيدي؟
رد عليه:
-لا ادري !!
-اتذكرت ،اتجه شمالا...
بعد ساعة من الزمن، قال:
-ادخل من هنا...
بمجرد ان اتجه مقود السيارة نحو البناية ، اشهر الحراس اسلحتهم بوجهه:
-من انت ، ولماذا تدخل من هذه البوابة ؟
رد عليهم بصوت واهن .مخنوق :
- انا ، انا !!
ماهذا حزورة ؟!