مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تلعب الأحزاب السياسية دورًا محوريًا في الحياة الديمقراطية لأي مجتمع إذ تمثل الوسيط بين المواطن و الدولة و تعبر عن مصالح شرائح المجتمع المختلفة فنجاح الأحزاب في التأثير داخل المجتمع و كسب ثقة الجماهير لا يأتي من فراغ بل من برامج واقعية و أداء سياسي فعّال و مصداقية في تنفيذ الوعود و لتحقيق الأغلبية يجب أن تتقن الأحزاب فن التواصل و تقديم الحلول العملية للمشكلات التي يواجهها المواطن.
ان الدور الاجتماعي والسياسي للأحزاب في المجتمع لا يمكن تجاهله من خلال التوعية السياسية حيث
تساهم الأحزاب في رفع وعي المواطنين بالقضايا السياسية و شرح السياسات العامة و تبسيط المفاهيم السياسية للمواطن العادي و كذلك تمثيل مصالح المواطنين فتعمل الأحزاب كقنوات لنقل مطالب الشعب إلى الحكومة و تعبر عن الفئات الاجتماعية المختلفة من خلال برامجها المتنوعة بالاضافة الى الاهتمام بان تقدم الأحزاب الإطار المنظم لمشاركة الأفراد في الحياة العامة و توفر منبرًا قانونيًا و منهجيًا للمنافسة السياسية و على الاحزاب ايضا ان تهتم ببناء الكوادر والقيادات حيث تُعتبر الأحزاب مدرسة لتأهيل القيادات السياسية و تدريبها على العمل العام ما يضمن استمرارية النظام الديمقراطي
كما تؤثر الأحزاب في المجتمع بشكل فعال من خلال البرامج الانتخابية الواقعية فكلما كانت البرامج الحزبية واقعية و تلبي الاحتياجات الفعلية للمواطنين زادت قدرة الحزب على التأثير الفعلي على الارض و الوجود في الشارع و العمل الميداني و تفاعل الحزب المستمر مع المواطنين من خلال المبادرات المجتمعية أو المشاركة في حل المشكلات اليومية يعزز من تأثيره و شعبيته لدى الجماهير
و يُظهر الحزب قوته و جديته من خلال مواقفه في الأزمات الوطنية مما يكسبه احترام وثقة المواطنين و توجيه الخطاب السياسي المسؤول
و التزام الحزب بالشفافية و تجنب الوعود الزائفة مما يُعزز مصداقيته لدى الرأي العام .
و تسعى الاحزاب لاكتساب ثقة الجماهير بالشفافية والمصداقية و تقديم معلومات صحيحة و عدم التلاعب بالعواطف أو نشر الشائعات فذلك يبني ثقة طويلة الأمد مع الجمهور كما ان الوفاء بالوعود مهم جدا لان الحزب الذي يفي بوعوده و يُحاسب مسؤوليه علنًا يحظى باحترام شعبي كبير بالاضافة الى الانفتاح على الشباب و المرأة و الفئات المهمشة مجتمعياً و العمل على انخراط الفئات المختلفة في الحزب يبرهن على حرصه على التمثيل العادل و الشامل للمجتمع و لا شك في ان الحزب الذي ينصت للناس و يعدّل من سياساته بناءً على احتياجاتهم و تطلعاتهم يكون أقرب إلى وجدانهم
و يبقى السؤال الصعب كيف تحقق الأحزاب الأغلبية فذلك يتم من خلال العمل المنظم في القواعد الشعبية و الانتشار في الأحياء و المراكز الريفية و الحضرية مما يمكن الحزب من بناء قاعدة جماهيرية قوية.
بالأضافة الى بناء تحالفات سياسية ذكية اي إقامة تحالفات مدروسة مع قوى أخرى قد يضمن تشكيل جبهات انتخابية واسعة و تحقيق أغلبية جماهيرية .
و لعل إدارة الحملات الانتخابية بكفاءة و التخطيط الجيد لها و استخدام وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي و التفاعل الميداني من اهم مفاتيح كسب أصوات الناخبين التي يتطلع لها اي حزب سياسي.
و تأتي استراتيجية طرح رؤية واضحة للمستقبل من الامور الهامة لدى الجمهور فالناخب يميل إلى الحزب الذي يقدم خطة شاملة واضحة لتحسين حياته وحل مشكلاته بشكل دائم.
إن قدرة الأحزاب على التأثير في المجتمع و كسب ثقة الجماهير و تحقيق الأغلبية مرهونة بمدى التزامها بالقيم الوطنية و صدق خطابها و قربها من الشارع فالحزب الناجح هو الذي يصنع الفارق لا بالشعارات فقط بل بالفعل و العمل و القدوة و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
