مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث / عـبد الستار سليم يكتب : صاحبة الهجرتين

2024-10-05 03:48:28 - 
الشاعر والباحث / عـبد الستار سليم يكتب : صاحبة الهجرتين
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

( الـصـحــابِـيّـــة  الجليلة.."الـشـفـــــاء" الـعــدويّــة ) أول معلّمة فى الإسلام 

" الشفاء " العدوية القرشية، هى ليلى بنت عبد الله العدوية القرشية ( ونسبها هذا - "العدوية القرشية " - لأنها من نسل عدىّ بن كعب .. و هو  ابن لؤىّ بن غالب  بن فهر بن مالك  بن النضر من كنانة ) وأمها  هى فاطمة بنت وهب  بن عمرو ، من مخزوم ، تزوجت من أبى حثمة بن حذيفة. بن غانم ، وولدت له  سليمان بن أبى حثمة
صحابية من فضليات النساء  العرب ، كانت تكتب فى الجاهلية بالعربية ، فى الوقت الذى كانت الكتابة قليلة ، وأصبحت من القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة فى الجاهلية .. 
ولقّبت بـ "الشفاء" بسبب أنها كانت تطبّب الجرحى ، وترقيهم ، وتُعتبر أول معلمة للنساء  فى المدينة المنورة ، أقطعها النبى ( صلى الله عليه وسلم )  دارا بالمدينة  ، فنزلتها مع ابنها سليمان ، وكان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يزورها ، و يقيل عندها ، وأصبحت  تلك الدار مركزا علميا للنساء ،  وكانت من بين المتعلمات  فيها حفصة بنت عمر، فهى معلّمة  أم المؤمنين  حفصة بنت عمر، فقد تعلّمت عليها الكتابة زوجة النبى( صلى الله عليه وسلم ، ورضى الله عن كل صحابته ) 
 وعلى الرغم من العلم الذى أجادته " الشفاء"  قبل الإسلام ، إلا أنها  لم تحاول الإفادة منه ، إلا بعد أن عرفت حكم الشرع  فيه ،  فلما أجازها النبى ، خدمت به الناس ،  وعلّمت فى دارها  نساء المسلمين  القراءة والكتابة ، وبذلك  تُعتبر " الشفاء " أول معلّمة فى الإسلام ..
وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن ، وقد هاجرت هى وزوجها  إلى أرض الحبشة ، وكان عمر بن الخطاب يقدّمها  فى الرأى ويرعاها  ويفضلها ، وقيل - فى أحد الأخبار المتناثرة - إن عمر بن  الخطاب ولّاها أمر  سوق المدينة المنورة ، 
و " الشفاء"( رضى الله عنها ) أسلمت قبل الهجرة قديما ،  فهى من المهاجرات الأوائل ، وبايعت النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، إضافة إلى أنها كانت طبيبة مشهورة بمداواة الأمراض الجلدية  فى العصر النبوى 
تخصصت الشفاء  فى معالجة الأبدان ، حيث كانت تخرج مع النبى  محمد فى غزواته ، فتداوى الجرحى ، وكانت تأتيها الصحابة  فى بيتها  للتطبيب ، وقد اشتهرت برُقية " النملة " ، وهو اسم لجروح تصيب الجنبين  والجلد .. 
ثم امتنعت عن هذه الرقية ، إلى أن جاءت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأخبرته بها فأجازها ، ثم قال لها  
" ارقِ  بها ، وعلّميها حفصة " 
، فصارت ترقى بها بعد أن سُمح لها ذلك  ، وكانت " الشفاء"  - أيضًا - محدّثة ( أى راوية للحديث) فهى ممن كُنّ روين عن النبىّ (صلى الله عليه وسلم )
وتوفيت الشفاء ( رضوان الله عليها)  سنة عشرين للهجرة ،  فى خلافة عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه وأرضاه ) ..!

مساحة إعلانية