مساحة إعلانية
( الـصـحــابِـيّـــة الجليلة.."الـشـفـــــاء" الـعــدويّــة ) أول معلّمة فى الإسلام
" الشفاء " العدوية القرشية، هى ليلى بنت عبد الله العدوية القرشية ( ونسبها هذا - "العدوية القرشية " - لأنها من نسل عدىّ بن كعب .. و هو ابن لؤىّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر من كنانة ) وأمها هى فاطمة بنت وهب بن عمرو ، من مخزوم ، تزوجت من أبى حثمة بن حذيفة. بن غانم ، وولدت له سليمان بن أبى حثمة
صحابية من فضليات النساء العرب ، كانت تكتب فى الجاهلية بالعربية ، فى الوقت الذى كانت الكتابة قليلة ، وأصبحت من القلائل الذين عرفوا القراءة والكتابة فى الجاهلية ..
ولقّبت بـ "الشفاء" بسبب أنها كانت تطبّب الجرحى ، وترقيهم ، وتُعتبر أول معلمة للنساء فى المدينة المنورة ، أقطعها النبى ( صلى الله عليه وسلم ) دارا بالمدينة ، فنزلتها مع ابنها سليمان ، وكان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يزورها ، و يقيل عندها ، وأصبحت تلك الدار مركزا علميا للنساء ، وكانت من بين المتعلمات فيها حفصة بنت عمر، فهى معلّمة أم المؤمنين حفصة بنت عمر، فقد تعلّمت عليها الكتابة زوجة النبى( صلى الله عليه وسلم ، ورضى الله عن كل صحابته )
وعلى الرغم من العلم الذى أجادته " الشفاء" قبل الإسلام ، إلا أنها لم تحاول الإفادة منه ، إلا بعد أن عرفت حكم الشرع فيه ، فلما أجازها النبى ، خدمت به الناس ، وعلّمت فى دارها نساء المسلمين القراءة والكتابة ، وبذلك تُعتبر " الشفاء " أول معلّمة فى الإسلام ..
وكانت من عقلاء النساء وفضلائهن ، وقد هاجرت هى وزوجها إلى أرض الحبشة ، وكان عمر بن الخطاب يقدّمها فى الرأى ويرعاها ويفضلها ، وقيل - فى أحد الأخبار المتناثرة - إن عمر بن الخطاب ولّاها أمر سوق المدينة المنورة ،
و " الشفاء"( رضى الله عنها ) أسلمت قبل الهجرة قديما ، فهى من المهاجرات الأوائل ، وبايعت النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ، إضافة إلى أنها كانت طبيبة مشهورة بمداواة الأمراض الجلدية فى العصر النبوى
تخصصت الشفاء فى معالجة الأبدان ، حيث كانت تخرج مع النبى محمد فى غزواته ، فتداوى الجرحى ، وكانت تأتيها الصحابة فى بيتها للتطبيب ، وقد اشتهرت برُقية " النملة " ، وهو اسم لجروح تصيب الجنبين والجلد ..
ثم امتنعت عن هذه الرقية ، إلى أن جاءت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأخبرته بها فأجازها ، ثم قال لها
" ارقِ بها ، وعلّميها حفصة "
، فصارت ترقى بها بعد أن سُمح لها ذلك ، وكانت " الشفاء" - أيضًا - محدّثة ( أى راوية للحديث) فهى ممن كُنّ روين عن النبىّ (صلى الله عليه وسلم )
وتوفيت الشفاء ( رضوان الله عليها) سنة عشرين للهجرة ، فى خلافة عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه وأرضاه ) ..!