مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث / عـبد الستار سليم يكتب: الأديب العربي الحريري صاحب المقامات

2025-10-11 04:04:08 - 
الشاعر والباحث / عـبد الستار سليم يكتب: الأديب العربي الحريري صاحب المقامات
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

هو أبو محمد القاسم الحريرى البصرى المعروف بالحريرى المولود فى عام 1054 م بـ "المشان" ( وهى من ضواحى  مدينة البصرة ) وسكن فى محلة  "بنى حرام" ( وهى قبيلة عربية  كانت تسكن البصرة ) وتأدّب بها ، ثم درس الفقه على على أبى إسحاق الشيرازى ، كما سمع الحديث من عدد غير قليل من الحفّاظ والمحدّثين، وكان الحريرى من ذوى الغِنَى و اليسار ، إلى جانب علمه الواسع وتمكنه من فنون العربية، وكان الحريرى مفرطا فى الذكاء ، آيةً فى الحفظ  وسرعة البديهة ، غايةً فى الفطنة والفهم ، لذا فقد عُيّن فى ديوان الخلافة فى منصب " صاحب الخبر " ( وهى وظيفة تشبه هيئة الاستعلامات  فى عصرنا ) وظل بها إلى أن توفى فى عام 1122ميلادية 
 وهو أديب من أدباء البصرة ، من أكبر أدباء العرب ، وهوصاحب المقامات التى لم يبلغ كتاب من كتب الأدب  فى العربية ما بلغته مقامات الحريرى ، من بُعد الصيت ، واستطارة الشهرة ، حيث لم يكد الحريرى ينتهى من إنشائها، حتى أقبل "الورّاقون " على كتابتها (الورّاقون اسم  كان يُطلق - فى بغداد فى ذاك الزمان - على أصحاب المكتبات ، وهم بائعو  المخطوطات ، أى الكتب المكتوبة بخط اليد ، إذ لم تكن هناك مطابع لطباعة الكتب ) وتسابق العلماء  على قراءتها عليه ، وذكروا أنه وقّع بخطّه  فى عدة شهور على سبعمائة نسخة (ما يماثل حفلات التوقيع  فى زمننا هذا )، وبلغ من شهرتها فى حياة الحريرى ، أن أقبل من الأندلس فريق من علمائها، لقراءة المقامات عليه، ثم عادوا إلى بلادهم ، حيث تلقاها  عنهم العلماء والأدباء ، وتناولوها روايةً وحفظا ومدارسةً وشرحا 
أما ماهيّة المقامات ،  فهى فن من فنون الكتابة العربية، ابتكره " بديع الزمان الهمذانى" (بديع الزمان هو أبو الفضل أحمد بن الحسين الهمذانى التغلبى ، وهوكاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة، عاش فى الفترة ما بين  (969م-1007م)  )
وهى نوع من القصص القصيرة ، تحفل بالحركة التمثيلية ، ويدور الحوار فيها بين شخصين، ويلتزم  مؤلفها بالصنعة الأدبية ، التى تعتمد على  السجع والبديع .. 
ويحكى الحريرى عن سبب إنشائه المقامات  - التى بدأ كتابتها  فى سنة 1101م - فيقول :" إن أبا زيد السروجى - نسبة إلى بلده "سروج"  - كان من أهل البصرة وكا شيخا شحاذا أديبا بليغا فصيحا .. ورد البصرة  فوقف فى مسجد بنى حرام فسلّم ثم سأل -وكان المسجد غاصّا بالفُضلاء-فأعجبتهم فصاحته  وحسن كلامه ، 
قأنشأت المقامة الحرامية ( نسبة إلى قبيلة بنى حرام ) ثم بنيت عليها سائر المقامات التى تبلغ خمسين مقامة 
وقد نسب الحريرى رواية هذه المقامات إلى الحارث بن همام ، فهو الذى يروى أخبارها (  ويقول ابن خلكان : إنه قصد  بهذا الاسم نفسه ) أما بطل هذه المقامات فهو أبو زيد السروجى ( قيل إن الحريرى استوحاه من من صورة الشحاذ الذى لقيه فى مسجد بنى حرام .. 
والأقرب إلى الصواب أن أبا زيد السروجى شخصية نسجها الحريرى ، ليحوك من حولها حِيَل أديب متسوّل
(مثلما اتخذ بديع الزمان -الذى هو أول من ابتدع فن المقامة - من أبى الفتح الإسكندرى بطلا لمقاماته )..!!

مساحة إعلانية