مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من إمتى كلابها عوت على سباعها يا عتريس!
لما سباعها وقعت سنانها ياسليمان..
من رواية الحرافيش لنجيب محفوظ
قالوا عنها الرواية المقدسة وقالوا أيضا أنها أعظم رواية أدبية فى تاريخ الرواية العربية
وفى رأيى أنه لاتوجد رواية جسدت الواقع العربى عامة والشخصية المصرية خاصة بمشرط طبيب ورؤية فيلسوف وقلم أديب عاش وعاصر وذاب كما وكيفا فى هذا المجتمع الذى جسده وفى أحداثه المختلفة مثلما فعل العالمى نجيب محفوظ فى الحرافيش حتى صارت القاهرة القديمة بمعالمها وازقتها وشوارعها العتيقة لصيقة باسمه يحلو للبعض ان يسميها بعالم نجيب محفوظ... والحرافيش صفة أو مصطلح يقصد به المساكين والمستضعفين من الناس تم إطلاقه على سكان القاهرة فى العصر المملوكى... الرواية من 590 صفحة تقريبا وتتكون من عشرة أجزاء تروى عشرة قصص منفصلة وإن كانت فى الأصل متصلة تدور أحداثها فى الحارة المصرية القديمة تحوى العشرات من الأحداث البعيدة عن التاريخ التقليدى والمليئة بالرمزيات والاسقاطات الرائعة والأزمنة والأجيال والشخصيات المتعاقبة الرئيسية والثانوية بكل سماتها المتقاربة والمختلفة وتنازعاتها وتناقضاتها وصراعاتها النفسية والاجتماعية والسلطوية التى تصل للدموية أحيانا جميعها المحور فيها واحد وهو الشخصية المصرية أو العربية عامة وكأن العبقرى نجيب محفوظ فى رؤية متفردة مختلفة أراد أن يؤرخ للإنسان نفسه وليس للأحداث التى بدأها بشخصية عاشور الناجى التى أراد لها نجيب محفوظ ان تكون شخصية مجهولة الأصل وربما قصد بها رمزية البداية التى تتحول بمرور الزمن لشخصية أسطورية عند البعض واعتقاد بالعودة عند البعض واستدعاء دائم للماضى عند البعض الآخر ورفض عند آخرين وكأنه إسقاط على مجتمع تقوقع بفكره فى ماضيه وخلط بين التراث والخرافة وبين الإرادة والتمنى والطيبة والخنوع والصبر والسلبية ينتظر الحقوق ولا يبحث عنها يتوق للعدل ولا يطالب به يهلل للحق فقط ان كان منتصرا يكره الباطل ويصفق له يرفض الواقع ويخشى التغيير... تتوالى الأحداث وتتعاقب الأجيال وتتغير الأزمنة ويذهب الجميع ويبقى الحرافيش مشهدا واحدا وسلوكا ثابتا لايتغير...
الحرافيش الرواية المعجزة
الرواية التى لم يكن ليكتبها سوى
العبقرى الرائع العالمى نجيب محفوظ.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
