مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مع بداية السنة الجديدة ينتاب المرء منا أمنيات كثيرة أهمها في رأيي بعد الصحة وتجنب الإصابة بالأمراض وأمنيات العمر الطويل هو النجاح في الحياة، وليس المقصود في ذلك هو النجاح في العمل فقط بل في كل ما نقوم به، ونهتم لأجله مثل تربية أبنائنا وإقامة علاقات اجتماعية قوية عمادها حب الناس وتقديرهم، وهناك من يتمني أكثر من ذلك مثل أن يكون ناجحا في تبوء مكانة عالية يكتسبها بتعليم متميز أو إبداع في عالم الأدب أو الفن أو الرياضة ..في أن يكون مشهورا أو غنيا أو مؤثرا في محيطه المحلي أو العالمي .
إن النجاح هو نوع من التحدي يدفعنا للمحاولة دائما وعدم اليأس أو القنوط فالشخص الناجح أكثر تفاؤلا وإقبالا علي الحياة بينما يؤدي الفشل ببعض الناس إلي الانتحار أحيانا، وقد يتعجب البعض بأن ذلك لا يقترن بحجم النجاح أو حتي نوعه فالنجاح في أبسط الأشياء قد يسبب السعادة بينما الفشل فيها يصيب بعض الناس بالتعاسة فيمكنك مثلا أن تري أشخاصا تنتابهم فرحة عارمة لمجرد النجاح في حل لغز بسيط طرحه بعضهم بينما تغمر آخرين التعاسة لفشلهم في حله، وهنا نلاحظ عدم تأثير ذلك علي مجري حياتهم، ولكنه ذلك التأثير الذي يحدثه النجاح والفشل ..لقد قرأت عن انتحار فتاة إنجليزية لأنها لم تنجح في حصد إعجاب لصورها علي مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك عدد من مشاهير العالم انتابهم الاكتئاب بعد أن حققوا الغني والشهرة لأنهم لم يجدوا شيئا آخر يحاولون الوصول إليه، وبه يحصلون علي تلك اللحظة السحرية، وهي لحظة النجاح، وهنا نتساءل هل السعادة في الهدف الذي نسعي إليه أم في النجاح في الوصول إليه، وقد يختلف الكثيرون حول ذلك، ولكن في رأيي أن الغاية هي النجاح في حد ذاته فنحن لا نسعي للسعادة بل نسعي للنجاح، وهو الذي سوف يحقق لنا تلك السعادة المرجوة.
ولا يأتي النجاح للكسالي لأنه يحتاج إلي الكثير من المحاولة فالفشل الحقيقي هو الكف عنها لذلك لا بدَّ أن تكون أهدافك منطقية وقابلة للتحقيق حتي لا تصاب بالإحباط فأهداف صعبة المنال يزداد احتمال الفشل في الوصول إليها، وهناك من يعيش حياته تعيسا لمجرد اختياره هدفا مستحيل تحقيقه لذلك يمكننا أن نبدأ من جديد دائما، ولو في مجال مختلف أو طريق مختلف لأنه ما دامت الحياة مستمرة فالنجاح ممكنا.
hyasser10@yahoo.com
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
