مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لا مكان للقيم.. والعرب وقود الحرب القادمة
نذكر أنفسنا والشعب العربي كافة بحديث سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أذيع عبر قناة الجزيرة، ظهرت ملامح صارخة لرؤية الإدارة الأمريكية والغرب تجاه العالم، وخصوصًا المنطقة العربية، في ظل ما يُعرف بـ"النظام العالمي الجديد". حديثٌ مليء بالصراحة، يخلو من المجاملة، ويعكس واقعًا سياسيًا واقتصاديًا بات يفرض نفسه بقوة، وإن كان محبطًا وصادمًا لكثيرين.
العالم لم يعد تحكمه القيم
قال ترامب، بوقاحة بالغه لكن هي الصراحة تامة والواقعية ، إن العالم اليوم لا تحكمه القيم ولا الأخلاق، بل المصالح وحدها هي التي تقرر من يحكم ومن يُحكم. وأكد أن النظام العالمي الحالي تأسس على أنقاض الأديان، وتجاوز كل ما هو روحي وإنساني، ليصبح الإعلام والمال سيدا اللعبة.
نهاية "الشرطي الأمريكي".. وبداية "الشركة الأمريكية"
اعترف ترامب بأن الولايات المتحدة لم تعد تمارس دور "شرطي العالم"، كما كانت تدّعي سابقًا، بل تحولت إلى "شركة كبرى" لا يعنيها سوى الربح، وتعمل بمنطق السوق: تبيع لمن يدفع أكثر، وتهدم لتبني على أنقاض الآخرين.
العرب في قلب الاستغلال.. ووقود الصراع
وفي إسقاط صريح على الواقع العربي، أشار إلى أن ما تنفقه بعض الدول العربية في حروبها الداخلية والخارجية يعادل ما أنفقته أمريكا في حربها على العراق، مؤكدًا أن واشنطن هي المستفيد الأول من هذه الأموال، التي تصل إلى إسرائيل عبر قنوات التمويل غير المباشرة.
وأضاف: "العرب لا يشكلون تهديدًا لنا، فهم يتقاتلون فيما بينهم، ويتحدثون لغة واحدة وينتمون لدين واحد، ومع ذلك لا يتفقون. لذلك فإن وجودهم بهذا الشكل يخدم مصالحنا ويبرر استمرار هيمنتنا".
إيران، الصين، وأوروبا.. ضحايا بالتتابع
أكد ترامب أن استهداف إيران لا علاقة له بتهديد حقيقي، بل هو جزء من مشروع أمريكي لإضعاف الجميع، حتى تظل الولايات المتحدة في موقع القوة. وأضاف أن السيطرة على نفط العرب لا تهدف فقط إلى التحكم فيهم، بل تُستخدم كورقة ضغط على الصين وأوروبا واليابان أيضًا.
"لن نسمح بإيقاظ الشعوب"
وفي أكثر عباراته قسوة، أشار ترامب إلى أن الشعوب في المنطقة "ليست حرة"، وأن النظام العالمي لن يسمح لها بأن تنهض أو تُستنهض. "لو كانت هذه الشعوب حرة، لما استطعنا السيطرة عليها بهذا الشكل"، قالها بوضوح، دون مواربة.
صرخة في وجه الواقع
حديث ترامب، وإن شكك البعض في نسبه أو في نواياه، فإنه يسلط الضوء على واقع مؤلم تعيشه المنطقة، ويفرض على شعوبها ومفكريها ونخبها وقفة جادة. هل نواصل الدوران في دوائر العنف والتشرذم، أم نستفيق ونراجع الذات قبل فوات الاوان.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
