مساحة إعلانية
أخلصت للشعر تركت له العمر يأخذ منه ما يشاء ويترك لي ما يشاء . لم أمد يدي لغيره ولم أمد عيني إلى سواه اكتفيت به كنت مثل صياد ألقي الشبكة والرزق على الله
بدأت حكايتي مع الشعر في الابتدائي كنت أكمل الأغاني التي أسمعها في الراديو كنت منبهرا بعبد الحليم حافظ وأحفظ أغانيه الطويلة اغنيها وأبكي عليها . الغيطان بتاعتنا كانت بعيدة حوالي ساعة مشيا أو أقل كنت أذهب لحاجة أو لغير حاجة وانا ذاهب الطريق إلى الغيط يمر على مصرف وأشجار الكافور وحديقة برتقال واسعة وممتدة . ما زالت صور الفلاحين يمتطون الحمير ويجرون وراءهم الأبقار والجاموس . مازالت صور الفلاحين يسقون الارض بالطنبور ويعزقون الأرض بالطواري والشكارف ويقطعون عيدان القطن أو الذرة يحصدون القمح بالمناجل ويدرسونه في الهجير . كنا نزرع مع أبي رحمه الله القطن والقمح والذرة الشامية والطماطم والبامية كان الطريق إلى الغيطان طويلة فكنت أقطعها بالغناء أغنى اغاني عبدالحليم ومحمد رشدي وفريد الأطرش ومحرم فؤاد والعظيم محمد عبدالوهاب وكان يدهشني العبقري بليغ حمدي كنت أعرف من حالة البهجة التي تصيبني واعرف كلمات محمد حمزة من مفردات معينة كنت أموت في كلمات الأبنودي لحليم وفايزة أحمد ونجاة ومحمد رشدي كان طموحي الأكبر في الحياة ان أكون مطربا
. في الصف الثالث الإعدادي فازت مدرستنا الاتلات الإعدادية وكان هذا هو العام الأول على افتتاحها حيث تم نقل جميع طلاب الإتلات من مدرسة بردنوها الإعدادية وهي تبعد عن الإتلاف تقريبا ساعة مشيا
بذل المعلمون الافاضل معنا جهد ضخما كنت أنا و زميلي أسامة خالد من الاتلات أصبح مدير بنك بعد ذلك و الزميلان المسيحيان إميل من كوم مطاي والزميلة فايزة من الإتلات وقد أصبحا أطباء فيما بعد كنا مع زميل خامس لا أستطيع تذكره حاليا كنا ضمن فريق اوائل الطلبة وحصلنا على كأس الإدارة وكانت فرحة عظيمة فقررت إدارة مطاي التعليمية تودينا اسكندرية نوع من المكافأة هنا قضينا أسبوع عالم جديد بالنسبة لي كنت شغال في أغاني هاني شاكر ياريتك معايا يا حبيبي يا ريتك معايا اتذكر ان المرحلة الثانوية شهدت تغير في الطموح انضممت لمجموعة حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ سيد أبو حسن وكان معنا المرحوم الاستاذ ماجد محمد عبدالحي والحج طه محمد أحمد علي أتممنا حفظ سورة البقرة ودخلنا على آل عمران
كنت متأثرا جدا بالشيخ الحصري عليه رحمة الله وكان أقصى طموحي اكون شيخ يقرأ القرآن في الإذاعة المصرية مثل الحصري .
في الصف الثاني الثانوي كتبت أول قصيدة موزونة وزن سماعي يعني بالخبط والرزع على الطبلية علشان يستقيم الوزن كانت تقول دق البين ناقوسا أحمر أعلن بالدقات و قدر
موت حلم أزهر أسمر
ذاك الحب لم يا قدري
لما أنهيت باكر عمري
إنه كان نبعا يسري
أنه كان نيلا يجري
نشرها لي الأستاذ محمد السيد علي جاد مدرس اللغة العربية في مطاي الثانوية وكان مسؤول الصحافة المدرسية نشرها باسمي وصورتي وللحديث بقية
بإذن الله