مساحة إعلانية
ياسر القاضي
نتفق أو نختلف - لكن في النهاية يجب أن تعلو مصلحة الوطن فوق صوت الجميع - تشعبت الآراء واختلفت الرؤي حول السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدولة المصرية ، فانقسمت ما بين مؤيد ومعارض ، هناك من يتوجس خيفة من مستقبل مجهول ، وهناك من يري نجاحات أوشكت أن تؤتي ثمارها علي بعد خطوات ، متفلسفون يغدقون علي أصدقائهم ببواطن الأمور من وجهة نظرهم ، ومثقفون يبنون جسور آرائهم علي مقارنات لسياسات دولية لا ينفصل بعضها عن بعض ، وسياسيون يطرحون رؤية لدولة خرجت من رحم ثورة كادت أن تعصف بها لولا أن تلقفتها يد العناية الإلهية فأعقبتها بثورة وأدت بنات أفكار المترصدين شرا بثوابت الوطن وحصاد ثماره، وهناك من المتنطعين الذين لا يرون الخير في هذا أو ذاك وكأنهم ليسوا من أهل مصر او من سكانها ، ننظر للدول العربية التي سبقتنا فنتنفس غير قانعين ، وحين بدأنا في العمل للحاق بركب من سبقونا تذمرنا وقلنا : مالنا ومال غيرنا!! نري التعليم في الدول المتقدمة لا ينفك أثره بإحداثيات التطور والتقدم ، وحينما بدأنا نواكب الحدث صرخنا وقلنا : ضاع مستقبل أولادنا!! ومن الغريب والعجيب أننا بتنا لا ندري ماذا نريد ؟ نريد رغدا من الحياة بدون تعب أو وصب ، نريد رغدا من الحياة بشرط أن نعمل في بيوتنا وبدون شرط او قيد ، مجتهدون نحن إذا سافرنا للخارج فنلتزم بقانون العمل والمرور والحياة ، وإذا ما رجعنا الي الوطن - أول ما تسول به أنفسنا مخالفة القانون - نحن لسنا في حاجة لحكومة قوية بقدر حاجتنا لشعب واع مدرك يعرف ما له وما عليه ، نريد أن نعمل ، وإذا ما طبقنا قانون العمل ،ثارت ثورتنا وقلنا : ماذا نأخذ لكي نعمل ! إن الدول لا تبني علي حكومات ولكنها تبني علي أكتاف شعب يريد أن يكون دولة ، ونحن لا نريد أن ندخل في مقارنات مع دول تنفق من بئر لا ينضب من الخير ، ولينظر أحدنا من يقارن ، نحن دولة تعداد سكانها يوازي دول الخليج بأكمله ، وحدث ولا حرج في الوافدين إليها من دول كان الربيع العربي وطأة سوء عليها فهجرت بلادها وباتت مصر ملاذا آمنا لها فهناك تعداد دولة من السوريين والسودانيين والليبيين والفلسطينيين واليمنيين والعراقيين ودول اخري كثيرة ،من يقطن مصر وباتوا يقتسمون لقمة العيش معنا ، إن حجم التحديات التي تواجهها الدولة أكبر بكثير من حجم الإمكانيات المتاحة لها ،ماذا نريد ؟ سؤال يجب أن نتعقله جيدا حتي يصبح الأمر جليا لدينا فصناعة الدول وإعادة هيكلتها باتت في يد دول عظمي تود ان يرجع العالم إلي سابق عهده من الاحتلال وفرض السيطرة، لينعم بخيره ويستخدم أهله خدما له ، إن هذه الدول باتت تستخدم الحروب الباردة لتقلب موازين العالم أجمع لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية تخدم مصالحها الشخصية.
hyasser10@yahoo.com