مساحة إعلانية
ياسر القاضي
لَنْ يَكْتُبَ قَلْمَي إِلَّا مَا يُمْلِيهِ عَلَي ضَمِيري وَلَنْ أَكُونَ وَاحِدًاً إِمْعَةً ، أَوْ أَزِيفَ التَّارِيخ أَوْ ألونهُ بِأَلْوَانٍ رَمَادِيَّةٍ كَىْ لَا يُعلم مِنْ بَيْنِ سطُورِهِ مالا يُحْمَدُ عُقْبَاهُ ، لِذَا أَوْلَيْتُ عَلَي نَفْسِي وَفَرَضْتُ عَلَيْهَا عَيْن الْوَاقِعِ وَثَبَاتُ حَقِيقَةِ الْأَمْرِ ، فَمَهْمَا تَكُنْ تِلْكَ الْمُتَغَيِّرَاتُ فَي كَوْنٍ يَعِجُّ بِمُتَنَاقِضَاتِهِ فَلَنْ نَبْرَحَ دَائِرَةَ الْخَوْفِ - مِنَ اللَّهِ مَالِكِ الْملِكِ جَلَّ شَأْنُهُ - في إعطاء كل ذي حق حقه، إِنَّهَا مُجَرَّدُ رِسَالَةٍ قَدْ يَهْوَاهَا مَنْ يَهْوَاهَا وَيَنْقَلِبُ عَلَيْهَا مَنْ يَنْقَلِبُ ، أَكْتُبُ هَذِهِ الرِّسَالَة وَأَعَي جَيِّدًا تِلْكَ الْأَزَمَات الِاقْتِصَادِيَّة الَّتِي خَلَّفَتْهَا الْمُتَغَيِّرَاتُ الْمُنَاخِيَّةُ وَالسِّيَاسِيَّةُ عَلَي مُسْتَوَي الْعَالَمِ بِأَثَرِهِ ، قَدْ أَرَانَي أَسْمَعُ نَفْرَةَ وَاحِدٍ مِمَّنْ ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ يَقُولُ فِيهَا : لَقَدْ مِتْنَا صَبْرًاً ! وَقَدْ أَسْمَعَ أَزِيزَ قَلْبٍ يَدُقُّ بِسُرُعَاتٍ مُتَتَالِيَةٍ كَأَزِيزِ صَوْتِ الطَّائِرَةِ حَتَّي زَاغَ الْبَصَرُ وَطغَي ، إِنْتِخَابَاتٌ رِئَاسِيَّة بَاتَتْ مُعْلَنَةً - وَهَا نَحْنُ - نَرَي حَرَاكًا سِيَاسِيًّا يُعْلِنُ نَفْسَهُ لِيُفْسِحَ الْمَجَالَ لِمَنْ لَدَيْهِ الْقُدْرَةُ لِلتَّرَشُّحِ لِرِئَاسَةِ الْجُمْهُورِيَّةِ وَفْقًا لِضَوَابِطِ التَّرَشُّح الَّتِي تَمَّ الْإِعْلَانُ عَنْهَا ، طَفَّتْ عَلَي السَّطْحِ بَعْضُ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَمْ نَسْمَعْ عَنْهَا مِنْ قَبْلُ لِتَكُونَ فَي الْمَشْهَدِ الِإنْتِخَابِىِّ ، وَلَا غَضَاضَةَ وَلَا حَرَجَ فِي ذَلِكَ مَا دَمُنَا فِي دَوْلَةٍ تُؤْمِنُ بِالدِّيمُقْرَاطِيَّةِ وَحُرِّيَّةِ الرَّأْيِ ، وَيَبْقَي السُّؤَالُ الَّذِي يُدَاعِبُ عُقُولَ مَنْ يَعِيشُونَ فِي صَمْتِ الْوَعَي السِّيَاسِىِّ لنسأل ونقول : منْ هَؤُلَاءِ ؟ هَلْ هُمْ سِيَاسِيُّونَ بَارِزُونَ ؟ هَلْ هُمْ رِجَالُ اقْتِصَادٍ وَحَوْكَمَة فَرَضُوا سَيْطَرَتَهُمْ وَعَكَفُوا عَلَي حَلِّ الْأَزَمَاتِ الِاقْتِصَادِيَّةِ وَضَحُّوا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَصَالِحِهِمْ لِخِدْمَةِ الْمُجْتَمَعِ وَقَضَاءِ حَوَائِجِهِ ؟ هَلْ هُمْ مِمَّنْ يَشْهَدُ لَهُمْ التَّارِيخُ بِسَابِقَةِ الْإِنْجَازِ وَتَحْقِيقِ قَوْلِ الْمَوْلَي عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ :(وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي ) هَلْ هُمْ كَانُوا كَالْغَيْثِ إِذَا مَا ظَمَأَتْ نُفُوسُ النَّاسِ فَرَوَوْا عَطَشَهُمْ وَضَمُضَدُّوا جِرَاحَهُمْ ؟ أسْئِلَة بَاتَتْ تَفْرِضُ نَفْسَهَا عَلَي عُقُولٍ وجب عَلَيْهَا أخِذ الْأُمُورِ بِعَيْنِ الْإِعْتِبَارِ وَالِاسْتِبْصَارِ ، بِعَيْنِ الرُّؤْيَةِ الثَّاقِبَةِ لِمُسْتَقْبَلٍ أَصْبَحَ مُحَاطًا بِالْمَخَاطِرِ ، وإن وَقْفَةً مَعَ النَّفْسِ وَحِكْمَةً فَي الْقَرَارِ هِىَ الْبَاعِثُ الْأَوْحَدُ فَي تَصْوِيبِ مسارات هَذَا الْوَطَنِ نَحْوَ شُمُولِ الرُّؤْيَةِ لِدَحْضِ خطَطِ مَنْ لَا يُرِيدُونَ رِفْعَةً وَلَاعِزَةً لِهَذَا الْوَطَنِ ، مِصْرُ لَا تَحْتَاجُ فَي الْوَقْتِ الرَّاهِنِ لِمَزِيدٍ مِنْ التَّجَارِبِ بِقَدْرِ مَا تَحْتَاجُ لِحُصُونٍ وَسُدُودٍ مَنِيعَةٍ تَقِفُ فَي وَجْهِ تَيَّارَاتٍ عَابِرَةٍ لِلْقَارَّاتِ تُدَمِّرُ مِنْ لَاحِصُنٍ لَهُ ،أإنَّ الْفَتْرَةَ الْمُقْبِلَةَ تَحْتَاجُ أَكْثَرَ مَا تَحْتَاج لِخِبْرَةٍ سِيَاسِيَّةٍ تَقِفُ عَلَي رَأْسِ الْأَمْرِ وَتَشُدُّ سَوَاعِدَهُ ، وَإِنَّنِي أَوْجُهُ الْإِتْهَامِ لِلْإِعْلَامِ لِإِغْفَالِهِ عَنْ عَمْدِ مَا تَحَقَّقَ مِنْ انِّجَازٍ عَلَي أَرْضِ الْوَاقِعِ وَلَمْ يَدَعِ مَجَالًاً لِلصُّورَةِ كَىْ تَتَحَدَّثَ عَنْ نَفْسِهَا.
وَلِلْحَدِيثِ بَقِيَّةُ .
hyasser10@yahoo.com