مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر عبد الستار سليم يكتب: باني بغداد أبو جعفر المنصور مؤسس الدولة العباسية

2025-07-11 17:32:04 -  تحديث:  2025-07-11 17:44:19 - 
الشاعر عبد الستار سليم يكتب: باني بغداد أبو جعفر المنصور مؤسس الدولة العباسية
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

الإمام أبو جعفر عبد الله المنصور بن محمد المولود فى قرية صغيرة  تُدعَى الحُمَيمة  من جند الأردن الشامية ،   فى عام 714 للميلاد(95 هـ)  ، 
هو عبد الله بن محمد بن على  بن عباس بن عبد المطلب  بن هاشم ،  المعروف بكنيته  أبى جعفر  المنصور ، أمه ريطة الحارثية ، هو أمير المؤمنين ،وخليفة المسلمين ، الخليفة الثانى فى الدولة العباسية بعد أخيه أبى العباس السفّاح ، حكم خلفًا لأخيه  أبى العباس السفّاح من 754 إلى  775 ، تولى حكم الدولة الإسلامية  وهو فى السادسة والعشرين  من عمره ، وهو الخليفة التاسع عشر  من خلفاء المسلمين ، ويلتقى مع النبىّ محمد بن عبد الله  فى جده  عبد المطلب ، وتوفى  فى سنة 158 هـ بعدما قضى  قرابة 24 عاما فى الخلافة ، وترك من بعده  تسعة من الأبناء ، منهم محمد المهدى والد هارون الرشيد 
، وكان أكبر من أخيه أبى العباس  السفّاح ، لكنه لم يؤمّر قبل أبى العباس السفّاح لأن  أمه " سلامة "  كانت أم ولد ( أم ولد  هو مصطلح  يشير إلى الأمَـة - أى الجارية - التى ولدت من سيّدها ، وفى ذلك الزمن كانت تُعتق بمجرد  موت  سيّدها ، ولا يجوز بيعها ) 
 اشتهر بتأسيسه  مدينة السلام الدائرية ، التى أصبحت فيما بعد  بغداد مركز  الإمبراطورية ، و المؤرخون المعاصرون يعتبرون  المنصور المؤسس الحقيقى  للخلافة العباسية - إحدى أكبر  الدول السياسية  فى تاريخ العالم ، كانت الإمبراطورية العباسية  واحدة من أكبر الإمبراطوريات ، وكانت الكوفة فى العراق  هى العاصمة فى البداية ، ثم أسس الخليفة أبو جعفر المنصور  مدينة بغداد ونقل العاصمة إليها 
  لدوره فى  استقرار السلالة  وترسيخها ، و بتشييده  مدينة  بغداد، إحدى أعرق مدن العالم الإسلامى - بناها أبو جعفر المنصور واتخذها عاصمة لدولته ، فزخرت بالعلوم  والمعارف والثروات ، وكانت مطمعا للغزاة  منذ إنشائها، وهى  الآن عاصمة الجمهورية العراقية  وكبرى مدنها ..!
كان همّه تقوية حكم أسرة بنى العباس ، ركّز جميع السلطات فى يده، وسَنّ السُّنَن ، وأرسَى السياسة  وسار أبناؤه الخلفاء من بعده على مسيرته - جعل السياسة الدينية أساسا لحكم  العباسيين ،  فقد اتّصف بالشدة والبأس  واليقظة  والحزم  والصلاح  والاهتمام  بمصالح الرعية ، وعُرف بالثبات عند الشدائد ، ولا شك بأن هذه الصفة  كانت من بين أبرز  الصفات التى كفلت  له النجاح  فى حكم الدولة العباسية 
وفى عهده  امتلأت خزائنه بالأموال ،، والدولة العباسية  التى استمرت  لخمسة قرون فعليا ، حتى سقوط بغداد سنة656هـ/ 1258م 
كان أبو جعفر متزوجا من  " أروَى بنت منصور الحميرى القيروانية " - والقيروان ، المدينة التى اكتسبت موقعها الهام والمقدّس فى ترتيب المدن الإسلامية بعد مكة والمدينة والقدس الشريف ، فى العاصمة الإسلامية  الربعة لشمال  إفريقيا ، وكل ما جاء به الفتح الاسلامى  بعد ذلك، (والقيروان  كلمة فارسية  دخلت إلى العربية ، وتعنى  مكان السلاح  ومحط الجيش  أو استراحة القافلة  وموضع اجتماع الناس فى الحرب )
رُوى  أن المنصور كان بخيلا، ويحاسب العمال  وأصحاب الصنائع  على مبالغ   يسيرة ، وبسبب ذلك اشتهر بالمتصور الدوانيقى ( وهو لقب أُطلق عليه ، ويعنى المستقصى فى الحساب  والمعاملة ، وجباية الأموال)، ويُروى عنه أنه فى حجه إلى مكة  أعطى مُغَنِّـيه " مسلم الحاوى "  نصف درهم  على ما غناه  له فى طريقه  إلى الحج ، ولم يكن المنصور يعطى  الشعراء تلك العطايا البالغة  حد السّرَف ، وإنما كانت أعطياته  مثل أرزاق العمال  أيام  عملهم ، لأنه كان يقتّر  عليهم بغية  المحافظة على بيت مال  المسلمين ، وإنجاز  مشروعه العظيم " بناء بغداد" - بناء مدينة بغداد كان من أهم الأعمال التى قام بها  الخليفة  أبو جعفر المنصور ، وتركت آثارها  فى مستقبل دولة  الخلافة العباسية ، وقد ظل العباسيون قبل ثلاثة عشر عاما  منذ وصولهم إلى الحكم ،  دون عاصمة لملكهم  حتى  بنوا " بغداد" 

وأبو جعفر المنصور - الذى كان على عداوة شديدة مع الأمويين - هو الذى أطلق على  الأموى عبد الرحمن الداخل  لقب " صقر قريش" 
( وعبد الرحمن الداخل ، ذلك الرجل الفذ، أطلق عليه عدوّه اللدود لقب " صقر قريش"  وذلك بسبب  شجاعته وحنكته السياسية  والعسكرية ، التى مكّنته من تأسيس الدولة الأموية فى الأندلس  وصمودها  أمام الكثير من  الثورات التى واجهتها)

مساحة إعلانية