مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر عبد الستار سليم يكتب: الوزير المصري أحمد باشا حمزة وكهرباء المسجد النبوي

2025-05-31 02:33:21 - 
الشاعر عبد الستار سليم يكتب: الوزير المصري أحمد باشا حمزة وكهرباء المسجد النبوي
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

ولد أحمد حمزة فى مصر عام 1891 م فى قرية طحانوب بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وأكمل دراسته الثانوية فى مصر، ثم سافر إلى إنجلترا لاستكمال تعليمه ، والتحق بإحدى كلياتها لدراسة الهندسة ..
و شاهد هناك مصانع الزيوت العطرية ، وبعد عودته ، أنشأ أول مصنع لإنتاج الزيوت العطرية ، ونجح فى تصدير هذه الزيوت إلى الخارج ، فكان صاحب أول مصنع عربى لإنتاج الزيوت العطرية على مستوى الشرق الأوسط
كان أحمد باشا حمزة الرجل المصرى الذى نال شرف أن دخل مقصورة قبر النبى محمد سيّد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلّم ، و أخذ قبضة من رمال وتراب القبر ، ووضعها فى جيبه ، وأوصى أن يوضع نصفها على جثمان والده فى قبره ، والنصف الآخر يوضع على جثمانه هو فى قبره
هو شخصية مصرية، فريدة بارزة ، تولى منصب وزير التموين ، ووزير الزراعة فى وزارتين لمصطفى النحاس باشا ، و استطاع أن يترك بصمة، خالدة فى التاريخ الإسلامى، من خلال إسهامه الكبير فى إنارة المسجد النبوى الشريف بالمدينة المنوّرة بالكهرباء لأول مرة - على نفقته الخاصة - كان ذلك في عام 1947، فى أدائه فريضة الحج ، و بسبب تأثره جدا لحال المسجد النبوى الشريف ، حين رأى أن المسجد النبوى يُضاء بقناديل الزيت الضعيفة والتى لا تتناسب مع جلال المسجد النبوى الشريف
ولما عاد إلى مصر ، قرر أن يشترى عددا من المحوّلات الكهربائية والأسلاك والمصابيح الكهربائية اللازمة للإنارة - على نفقته الخاصة - وأمر مدير مكتبه أن يسافر إلى المدينة المنورة ، و يأخذ كل هذه المعدات ، مع فريق عمل من مهندسين وفنيين - لإنارة المسجد - واستمر العمل فى هذه المهمة أربعة أشهر ، و عقب إتمام المهمة أُقيم فى المدينة المنورة احتفال كبير بذلك الإنجاز
سافر أحمد باشا حمزة ، فى رحلة حج تالية، ليطمئن قلبه ويزداد فرحا ..!
ومثلما كانت مصر - على مر العصور - حريصة على عمارة بيت الله الحرام ، و على مسجد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فقد ظلّ يخرج من مصر محمل كسوة الكعبة ، قبل موسم الحج ، لتعلق على جدران الكعبة المشرفة ، كل عام و قبل موسم الحج، فهاهوذا
من مصر - أيضا - أول من أدخل الكهرباء - وإلى الأبد - فى المسجد النبوى الشريف ، ذلك المصرى الأصيل أحمد باشا حمزة، الذى لم يكن مجرد مسؤول فى الدولة المصرية ، بل كان رجلا ذا مقام عالٍ ، ونزعة دينية راسخة ، ورؤية مستقبلية ثاقبة
و تجدر الإشارة إلى أن المسجد النبوى الشريف ، كان فى البداية يُضاء بإشعال سعف وجريد النخيل ، إلى أن جاء الصحابى الجليل " تميم الدارى " فى سنة 9 هـ - فى عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) - عندما جاء من الشام إلى المدينة المنوّرة ، وأتى بقناديل وزيت ، لإنارة المسجد النبوى الشريف ، وظل هكذا لمدة 13 قرنا من الزمان ،إلى أن كان دور أحمد باشا حمزة بإدخال الكهرباء
( إضاءة القناديل، أصبحت سُنّة عُمَرية ، من مظاهر شهر رمضان ، حيث تعبّر عن الفرحة ، والبهجة بقدوم شهر المعظم )
رحم الله أحمد باشا حمزة ، وجازاه الله عن المسلمين والإسلام خيرا ..!

مساحة إعلانية