مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كنت في نهايات القرن الماضي وبدايات هذا القرن ، أسعد كثيرا بمكالمات هاتفية لا تأتيني إلا بعد منتصف الليل ، من فارسيْن نادريْن لن يتكرر وجود أمثالهما في مصرنا الحبيبة ...هما الأستاذ الدكتور محمد رجب البيومي عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر فرع المنصورة ، والثاني هو الأستاذ الدكتور رشدي طعيمة عميد كليات التربية بدمياط والمنوفية والإمارات وسلطنة عمان ...
كنت وقتها حريصا على أن أمسك الهاتف بيدي اليسرى ، وأكتب بيدي اليمنى كل – أو أكثر – ما أسمع مما لا أعرف من كلام ذينك الشيخين الجليلين
حتى تكون من خلاصتي مكالماتي معهما كشكول عظيم أحتفظ به ، لأن بعض ما كانا يقولانه ، كان أسرارا أو مزاحا قديما لا سبيل لنشره ...
الاستاذ الدكتور محمد رجب البيومي
كانت معظم اتصالات أستاذنا الجليل د. محمد رجب البيومي نقدا أو إعجابا أو تعليقا على شيء قرأه منشورا لي في بعض المجلات العربية .. فكانت مكالماتنا كأنها معركة فكرية ظاهرها التننابذ بالآراء والنقد وباطنها الحب العميق والتقدير الكبير .
الاستاذ الدكتور رشدي طعيمة
وكانت معظم اتصالات الأستاذ الدكتور رشدي طعيمة استفسارات حول كلمات يريد استعمالها في بعض ما يكتب : أهي مصدر ؟ أم اسم مصدر؟ أهي لائقة دقيقة ( في نظري) أم أفضل تغييرها ؟ وما البديل ؟ أو يكون الاستفسار للتجادل حول كلمات شائعة : ألها أصل في العربية القديمة أم هي من غثاء الإعلام ؟
كان الدكتور البيومي يكتب لي إهداء بخط يده على كل كتاب أو ديوان له يهديني إياه ، أما الدكتور طعيمة فكان يهديني كتبه بلا إهداء وحين أقول له : لم لم تكتب لي إهداء يضحك ويقول جملة نضحك لها ولكنني لا أستطيع كتابتها ...
رحم الله الشيخين الجليلين النادرين ونفع بتراثهما كل الأجيال الحالية والقادمة في وطننا العربي .
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
