مساحة إعلانية
إن شعب فلسطين شعب متفرد ومختلف عن باقي شعوب العالم، فقد اختصه الله بأكبر الابتلاءات واُوكلت له أشرف مهمه وهي الدفاع عن الارض والمقدسات الإسلامية، اولي القبليتين وثالث الحرمين المسجد الاقصى مسرى رسول الله عليه الصلاة والسلام وكذلك المقدسات المسيحية بالنيابة عن كافه مسلمي ومسيحي العالم في شتى بقاع الارض
، ذلك الشعب الابي الذي ومثلما أُختص بهذا الابتلاء فقد حاباه الله بمواصفات نفسيه صلبه استطاعت ان تتحمل الكثير ولا يزال لديهم القدرة على مواصلة طريق الجهاد
فقد عاش هذا الشعب الدمار والفقد والحاجه والفقر والجوع بكل الاشكال ، غزة التي اصبحت خاويه علي عروشها ، لا بناء فيها ولأزرع ولا ماء ، ابراج تم تدميرها بمن يقطن فيها ، في غزة ورفح و المغراقه ومخيم النصبرات والمخيم الجديد وارض المفتي ، احياء تم ابادتها ، قري تغيرت ملامحها ، ليل يعشش بظلامة لفترات طويلة تجاوزت الخمس وسبعون عاما علي شعب ضرب اروع الأمثلة في الصمود والتحدي والصبر ، ثابتا علي المبدأ ، متحديا كل الصعاب علي اختلاف اشكالها ، متحديا اقوى الخطط والمؤامرات ، من مغتصبي الارض ومن يقفون ورائهم بكل جراءة
ان الدمار والخراب والتشرد تؤثر بشكل كبير جدا على اي الانسان سوي، فتخلق نفوس مشوهه، تعاني من اضرابات نفسيه تتولد من الالام والاضطهاد والفقد والتشرد، وقد تؤدي بصاحبها الي الطريق المضاد فتجعل في قلبه شحنه سلبيه وغل من هذا الواقع فتسوقه الي سلوكيات مثل العدوانية و الاجرام او الارهاب أو التنمر او البلطجة وقد تجعل منه شخصيه انتقاميه تُدمر كل من كان في طريقها
فما بالك بذلك الطفل الذي لا يدرك الواقع ويُستعصي على فهمه استيعاب الاحداث وكذلك يستعصي علي قدرته النفسية تحمل تلك الصعاب والشدائد
ان الضريبة الحقيقية الناتجة عن الحروب والدمار لا يدفعها الاموات فقد رحل عن العالم بظلمه وقسوته وانتهت مأساته، ولكن يدفعها من هم لا يزالوا على قيد الحياة يعانون
اي طفولة تلك التي تكبر وتترعرع على أنقاض البيوت وأشلاء الجثث والخراب والدمار، واي حالة نفسيه تعيشها تلك الطفولة المشردة بفقدان الاب والام والاخوات، اي طفل ذلك الذي يري والده قتيلا امام عينه، ويستطيع ان يستكمل طريقه فمهما سطرت اقلام أعتى كتاب العالم فلن يصف ذلك الواقع المرير ولن يصف كذلك كم المعاناة وتحملها
ورغم قساوة الواقع وتنافيه مع حقوق الطفولة وحقوق الانسان الا انها تحيي في نفوس تلك الاطفال قضية الارض التي اُغتصبت والتي عاش ومات من اجلها اجيال وتوارثتها الاجيال جيل بعد جيل
ان عدم توفر بيئة مناسبه يربي في الاطفال تتسم بالأمن والامان والاستقرار وتوفر متطلبات الحياة الأساسية لهو نذير
من نذر ضياع المستقبل
واخيرا ورغم مرارة الواقع الا اني اري ان الرجولة والصلابة والتحدي والصمود يولدوا من رحم الشدائد ، ان اطفال اليوم هم رجال المستقبل وهم من سيقومون بتحرير المسجد الاقصى علي ايديهم باذن الله