مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (الصراعات العربية وحلم النصر علي إسرائيل )

2025-05-07 16:14:20 - 
ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (الصراعات العربية وحلم النصر علي إسرائيل )
ياسر القاضي

إن قضية القومية العربية في مجمل تفاصيلها أشبه ما تكون بمسلسل تنقصه الحبكة الدرامية وترابط المشاهد في مختلف الحلقات مع ضَعفٍ ظاهر في أداء الممثلين للبُعد الثقافي فيما بينهم ، ولعلي إذ أكتب مقالي هذا أحدث نفسي حديث المُضطرب قائلاً : كيف يستطيع المُخرج أن يحقق المعادلة الصعبة في بناء عمل درامي يجذب المشاهد بدون كلل أو ملل حتي ولو تعدت أحداث الحلقات مائة حلقة أو تزيد؟ سؤال ساذج من عقلية رجل عربي بات تفكيره محصوراً في صنع الدراما الحزينة علي طول عهده بمفردات السينما ، وتأتي مفردات البحث في عالم التكنولوجيا لتحدثنا عن واقع غريب أشبه ما يكون يكون بحلم مزعج يتكرر في كل ليلة حتي أصبح مرضا عضالاً لا شفاء منه ، لكن دعونا نعترف بأننا علي يقين بأن أحداث المشهد قد تجمع أطراف قضية الحكم فيها لا يأتي أبداً بعد المداولة ، 
فالقضية مُعقدة ومتعددة الأبعاد، تتداخل فيها العوامل التاريخية والسياسية و الاقتصادية، والاجتماعية تداخلاً غريبا ، لذا لزم علينا ان  نلقي نظرة علي بعض الجوانب الرئيسية في هذا العمل التاريخي المعقد ونقول : كثير من الصراعات في العالم العربي نشأت نتيجة للاستعمار الغربي والتقسيمات التي فرضها، مثل اتفاقيات سايكس-بيكو التي قسمت الأراضي العربية هذا التقسيم أدي إلي تشكيل دول حدودها غير طبيعية، مما ساهم في خلق توترات بين الدول بعضها بعضا، وكثير من الصراعات في الماضي كانت تتعلق بالاختلافات الدينية والطائفية بين المكونات المختلفة في المجتمع العربي، مثل الصراع بين السنة والشيعة، أو بين العرب والأكرد،إن فكرة القومية العربية التي ظهرت في القرن العشرين كانت محاولة لتوحيد العرب ضد الاستعمار وأيضًا ضد الأنظمة الإمبريالية، ولكنها جلبت معها صراعات بين الأنظمة المختلفة حول كيفية تحقيق الوحدة وأيديولوجيات الحكم في مختلف البلدان، بل تعالوا بنا نقف حول الصراعات المعاصرة بداية من عام 2010، حيث شهدت االدول العربية العديد من الصراعات جاءت علي صورة انتفاضات شعبية من أجل التغيير السياسي، ولكنها أدت إلي فوضي وصراعات مستمرة في بعض الدول مثل سوريا وليبيا واليمن والسودان،وفي بعض الدول مثل العراق وسوريا، أدت التوترات الطائفية إلي نزاعات دموية وصراعات مستمرة بين الفرق المختلفة في الوطن الواحد ، هناك تدخلات من قوي دولية وإقليمية مثل إيران، تركيا، والسعودية، وكذلك قوي غربية مثل الولايات المتحدة وروسيا، التي تؤثر بشكل كبير في الصراعات داخل المنطقة ومحاولة فرض الهيمنة الإقليمية 
وعلنا لا ننسي التحديات الاقتصادية والتنموية التي قد تؤدي الضغوط الاقتصادية الناتجة عن البطالة، والفقر، وعدم الاستقرار إلي تفاقم الصراعات في المستقبل، خاصة في ظل التغيرات المناخية وندرة الموارد،
إن مستقبل الصراعات العربية قد يتأثر بالتحولات السياسية في المنطقة، مثل انتقال الدول نحو أنظمة ديمقراطية أو استبدادية، وكذلك التغييرات في تحالفات الدول العربية.
hyasser10@yahoo.com

مساحة إعلانية