مساحة إعلانية
شهور قليلة حكم سوريا تحت راية أحمد الشرع، العضو السابق في تنظيم القاعدة قبل أن يترقى ويتولى رئاسة الجمهورية العربية السورية.
وبالرغم من قصر مدة الحكم حتى الآن، إلا أن الشرع قاد سوريا خلال هذه الفترة إلى الهاوية، فـ أصبحت سوريا من سيء إلى أسوأ، دولة بلا سيادة على أراضيها، تتفق القوى العالمية على تقسيم ثرواتها و مقدراتها على مرئ و مسمع الجميع، احتلت أغلب أراضيها وأصبحت لا تستطيع السيطرة عليها تماماً، أجبرت على المضي قدماً نحو التطبيع مع الكيان دون الإستطاعة للإختيار في هذا الشأن.
ولم يقف الأمر عند هذا، بل أصبحت سوريا أيضاً دولة مهلهلة، لم تعد تمتلك أجهزة ولا مؤسسات سواء سيادية أو حكومية، فـ لا يوجد جيش ولا قوات أمن ولا أجهزة معلومات.
ورغم ذلك، هناك جبهة تدافع بـ إستماتة عن الشرع وحكمه، متشدقين بما ستجنيه سوريا من ثمار في ظل حكم أحمد الشرع، و أي مكاسب أو ثمار يقصدون، وهو حين يذهب شرقاً لـ موسكو يتم استقباله بـ إهانه صريحة، و يكون اللقاء فاتر بلا نتائج، وتتصدر التصريحات عقب الزيارة بـ الحديث عن مطالب الشرع لـ روسيا بـ مساعدة بلاده في تحقيق الإستقرار من خلال دعمه بـ قوات أمن، و لم تنتهي الأمور عند هذا الحد، بل حين اتجه الشرع غرباً وقام بـ زيارة واشنطن، توالت الإهانات على رأس الشرع، فما بين الدخول إلى البيت الأبيض عبر البوابة الجنوبية الغير رئيسية، و عدم الإستقبال بشكل رسمي من قبل الرئيس ترامب بل من خلال موظف مراسم، إلى عقد اللقاء بين ترامب و الشرع في مشهد لم يظهر تعامل الرئيس الأمريكي مع الشرع على أنه رئيس سوريا، بل أنه ليس إلا موظف صغير في إدارته يتلقى الأوامر و التعليمات ليقوم بتنفيذها دون محاولة للتفكير أو النقاش في هذه الأوامر.
وهذه المشاهد سواء في واشنطن أو موسكو، إن دلت على شيء تدل على أن سوريا أصبحت بلا وزن في المعادلة الدولية، أصبحت واهية و مستباحة و غير قادرة على الدفاع عن سيادتها أو مقدراتها، و يبدو أن هذا الوضع يروق لكل من أمريكا و روسيا.