مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمود رمضان الطهطاوي يكتب:في مديح المحبة (ثقافة تمجيد الموتى)

2025-02-02 06:50:29 -  تحديث:  2025-02-02 06:50:20 - 
محمود رمضان الطهطاوي يكتب:في مديح المحبة (ثقافة تمجيد الموتى)
محمود رمضان الطهطاوي

تستوقفي عبارة لفلوتير تقول :» كلمة رقيقة واحدة ، اسمعها وأنا حي ، خير عندي من صفحة كاملة ، في جريدة كبرى ، كلها تمجيد ، تُكتب عني ، عندما أكون قد متُّ ودفنت « .
والحقيقة هذه العبارة نسختها ووضعتها أمامي كمنهج ، وربما هي من أوحت لي مع اعتبارات أخرى بزاويتي «في مديح المحبة» ، وحاولت خلال هذا الباب أن أتحدث عن أشخاص ورموز في كافة المجالات من أصدقاء القلم والعمل وكل من التقيت بهم وتعرفت عليهم في الحياة ، حاولت من خلال هذا الباب أن أقدم وردة صغيرة لقلب نابض بالحياة وجسد يسعى بيننا بروحه لعل تلك الوردة بأريجها تطبطب على هذا  على الإنسان بداخله ، وتشكره على حضوره  بيننا بعطائه وحضوره الثرى .
وكلما شاهدت حفلات التأبين لرموزنا وهي مطلوبة ولا اعتراض عليها ،ولكن هناك من تجاهلناهم عن قصد وهم بيننا ، وأحيانا هاجمناهم عن غيرة وحسد ..الخ وهم بيننا أحياء ، وبمجرد أن سلموا أجسادهم للتراب بدأت ملامح الاحتفال والاحتفاء ووضعت صورهم على أغلفة المجلات والمطبوعات وبرزت محاسنهم ودورهم المؤثر . 
تلك الازدواجية التي تحولت لمنهج في وسطنا الثقافي والأدبي تحتاج لنغيرها ،وننظر بعين العدل لكل صاحب تجربة إنسانية  ونعطيه حقه من التكريم وهو بيننا ولو بكلمات بسيطة تشعره بإنسانيته وقيمته .
نحتاج بقوة لنشر المحبة ، أن نقول شكرا من القلب وبكل صدق ومصداقية لكل إنسان أثر فينا، وقدم لنا من العطاء ما يستحق المحبة والشكر .
ولنخرج من عباءة تمجيد الموتى الذين عجلنا بموتهم وهم أحياء ، عندما تركنا البعض يقف في مواجهتهم فقط من منطلق محاولات تكسير أجنحة النجاح المحلق ليواري فشل بداخله ،وحقد دفين على النجاح والعطاء .
وما أكثر أعداء النجاح ،وما أكثر فرق تمجيد الموتى التي تحاول الظهور في الأضواء على حساب أجساد هامدة ،ونست أن التاريخ الإنساني لا يخلد فقاعات هواء ، بل يخلد ثمار يانعة لا تذبل بمرور الزمن.

مساحة إعلانية