مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في مباراة كانت مفصلية على الورق، ظهر منتخب مصر بلا هويّة تكتيكية واضحة، وكأن اللاعبين جاءوا إلى الملعب بلا خريطة، بلا خطة، وكأنهم مجرد مكونات منفصلة في طبق من "سمك، لبن، تمر هندي": متناقضة، متنافرة، لا تنسجم، لا تعطي طعمًا واحدًا يليق بتاريخ الفراعنة.
أوزبكستان لم تكن بحاجة إلى الضغط الكبير، ولا إلى خطط معقدة، فقد اكتفت بمراقبة الفراغ الذي تركه منتخبنا في الوسط والهجوم، واستغلت الضعف الدفاعي، لترسم الخسارة بوضوح على لوحة النتائج. الأداء المصري بدا باهتًا، وكأن الروح القتالية التي طالما ميزت الفراعنة قد ضاعت في زحمة التبديلات والتكتيكات غير المترابطة.
الحديث عن الهوية ليس مجرد شعارات إعلامية. كرة القدم المصرية، مثل أي كيان وطني، تحتاج إلى بصمة واضحة، إلى أسلوب يلائم اللاعبين، إلى فلسفة تجمع بين الإبداع والفاعلية. أما اليوم، فكانت الهوية مجرد فكرة غائبة، لم نرها في التمريرات، ولا في الضغط، ولا في الانضباط الدفاعي.
الخسارة أمام أوزبكستان إذا لم تكن جرس إنذار، فهي على الأقل فرصة لإعادة التفكير. إعادة النظر في اختيار اللاعبين، في التشكيلة، في المدرب، وفي الطريقة التي نعد بها منتخبنا لمعارك قادمة. فالوضع ليس مجرد نتيجة مباراة، بل انعكاس لمشاكل عميقة في الأداء والتخطيط، مشاكل تحتاج إلى علاج شامل، قبل أن يتحول الحلم بالمجد القاري إلى مجرد ذكرى مؤلمة.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
