مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمد دياب يكتب: ترامب... أحمق يعبث بأقدار العالم

2025-05-07 16:04:16 - 
محمد دياب يكتب: ترامب...  أحمق يعبث بأقدار العالم
محمد دياب

ما زال دونالد ترامب، ذلك الرجل الذي لا يعرف للاتزان سبيلاً، يصطنع الأسباب ويختلق الذرائع ليفجر الأزمات وينشر الفوضي حيث حلّ وارتحل
منذ أن تسلل إلي البيت الأبيض، والعالم يرزح تحت وطأة الغم، والتقلب، واللا يقين. لم يعرف الناس قبله هذا القدر من العبثية السياسية، ولا شهدت الدنيا زعامة بهذا الكم من الحماقة والاستهتار
ولأن الجنون لا حدود له، خرج علينا ترامب مؤخراً بطرح جديد من طرائفه السمجة، إذ طالب، بكل صفاقة، أن تُمنح السفن العسكرية والتجارية الأمريكية حق العبور في قناتي السويس وبنما بلا رسوم !
وكأن قناة السويس ميراث آبائه، أو كأن آلاف الشهداء الذين ارتوت رمال القناة بدمائهم كانوا عبيداً في خدمته !
أي منطق سقيم هذا؟ وأي وقاحة تلك التي تجرؤ علي المساس بسيادة مصر ومقدراتها؟
أي عقل يرضي أن يتحول دم الشهداء إلي مياه سائبة تمر فيها السفن دون حساب أو عقاب؟
قناة السويس، يا ترامب، إرثٌ سطرته دماء المصريين، ونحتته معاولهم فوق صخور المعاناة، لا قرار عابر أنشأها، ولا قلم مرتعش رسم حدودها، بل إرادة شعب، وعزيمة أمة، وعقيدة وطن لا يفرط في ذرة من ترابه
هي نبض مصر المتدفق، وشرفها الساكن في أعماق الأرض، وعنوان عزتها بين الأمم، وأنت ومن وراءك أوهي من أن تفرضوا عليها قيداً أو شرطاً، أو تحلموا بانتقاص شبرٍ من سلطانها
ومع إدراكنا أن ترهاتك قد تبدو عبثية في ظاهرها، إلا أن العقلاء يدركون أن خلف هذا الهذيان ناراً تحت الرماد، وحريقاً قد يُشعل ساحات السياسة، أو محاولة خبيثة لزرع الفتنة وزلزلة الاستقرار
فما من دخان بلا نار، وما من أحمق ينطق إلا وكان لكلامه ظلٌّ من فتنة أو نذير شؤمٍ يلوح في الأفق
ولذلك، بات لزاماً أن يرتفع الصوت، لا بلسان رئيس أو وزير او مسئول فحسب، بل بنداء شعب بأكمله، تهدر به حناجر مئة وعشرين مليون مصري، حمايةً لترابهم، وذوداً عن مجدهم، وصوناً لكرامتهم التي لا تقبل المساومة ولا تبيع السيادة بثمن
قناة السويس أرض مصرية، شُيدت بدماء أبنائها، وسُقيت بعرق رجالاتها، وستظل تاجاً فوق رأس الوطن ما دامت الشمس تطلع من مشرقها وتغيب في مغربها
لا استثناءات، لا تنازلات، لا خضوع إلا لحق مصر الأصيل الذي لا يعلوه حق، ولا يضاهيه ادعاء
ستبقي قناة السويس عصيةً علي الطامعين، حرةً في كنف مصر، وسيفاً مشرعاً في وجه كل من تسول له نفسه أن يعبث بإرادة هذا الشعب العظيم
اللهم احفظ مصر من كيد الكائدين، واحرسها من عبث الحمقى، وانصرها بمن ثبتوا علي عهد الشرف والكرامة، وأيدها بجنودك من أهل الأرض والسم

مساحة إعلانية