2025-05-23 05:29:26
مساحة إعلانية
لم تزرني هند في ذاك الصباحْ
كان يوماً
غائماً
يُؤذِن باللقيا . .
وكانت دقة القلب
تنادي الدقة الأخرى . .
فأعددتُ طعاماً
وشراباً
وأحاديثَ حِساناً
عن حسانٍ . .
لسن يُخلفن المواعيد
وأعددتُ
مواويل غرامٍ
وتراتيلَ
ولكن . .
لم تزرني هند في ذاك الصباحْ!!
* * *
لم يكن عندي بديلٌ
غير هذي الشاشة الحُبّلى:
مباراةٌ لكأس الأمم
استغرقتُ –والمسؤولُ- فيها
ووزيرانِ
على وجهيهما إغضاء ديوثٍ
وفي كفيهما آثار تهريبٍ
وتزويرٍ . . صُراحْ!
ومذيعاتٌ تجردنَ . . إلى حدِّ البَوَاح!!
- ركلةٌ من لاعبٍ خابتْ
فهاجت مصر في (الاستادِ)
وارتجت مقاصير المماليك
وفي وجه الوزيرين تهاوتْ دمعتانْ!!
* * *
ركلةٌ أخرى . .
وسالتْ دمعتانْ
* * *
- الهجوم اليوم . . لا بأس
- ولكنَّ الدفاع . .
- الهجوم اليوم – في نابلس- طال السيداتْ
ونساءٌ في (جنينٍ)
- قالت النشرةُ- يحمِلن السلاحْ !!
* * *
- هذه عبَّارةٌ تهوي
بها ألف صعيديٍّ شريفٍ
هاجروا
للحج
أو للجَلد
أو...
بحثاً عن الزاد . .
. . وفرَّ القبَّطانْ !!
- ركلةٌ أخرى . .
وحنَّى الحزنُ كفيِّه
بآلاف اليتامى والثكالى . .
في ثوان
صار أعمامي وأخوالي
مهادا للتماسيح . .
وتنهيدُ مساءات الحزانى يتعالى . .
* * *
ركلةٌ أخرى . .
وفازت مصر بالكأس
وهاجت مصر في (الاستاد)
وارتجت مقاصير المماليك
وفي وجه الوزيرين تبدى الإنشراحْ !!
* * *
ركلةٌ أخرى... كَفَتْ .!!
[ جثةٌ أخرى... طَفَتْ ]
أشعلتْ
في ريف ديروطٍٍ
وجرجا
والبداري
وقرى أخميمَ
والمنيا . .
. . قناديل النواحْ !!
كان يوماً غائماً . . منذ الصباحْ !!
***
ديسمبر 2002