مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

كان يوماً .. قصيدة للشاعر الكبير الأستاذ الدكتور مصطفى رجب

2025-05-10 03:53:44 - 
كان يوماً .. قصيدة للشاعر الكبير الأستاذ الدكتور مصطفى رجب
الشاعر الاستاذ الدكتور مصطفي رجب

لم تزرني هند في ذاك الصباحْ
كان يوماً
غائماً
يُؤذِن باللقيا . . 
وكانت دقة القلب
تنادي الدقة الأخرى . . 
فأعددتُ طعاماً
وشراباً
وأحاديثَ حِساناً
عن حسانٍ . .
لسن يُخلفن المواعيد
وأعددتُ
مواويل غرامٍ
وتراتيلَ
ولكن . . 
لم تزرني هند في ذاك الصباحْ!!
* * *
لم يكن عندي بديلٌ
غير هذي الشاشة الحُبّلى:
مباراةٌ لكأس الأمم
استغرقتُ –والمسؤولُ- فيها
ووزيرانِ
على وجهيهما إغضاء ديوثٍ
وفي كفيهما آثار تهريبٍ
وتزويرٍ . . صُراحْ!
ومذيعاتٌ تجردنَ . . إلى حدِّ البَوَاح!!
- ركلةٌ من لاعبٍ خابتْ
فهاجت مصر في (الاستادِ)
وارتجت مقاصير المماليك
وفي وجه الوزيرين تهاوتْ دمعتانْ!!
* * *
ركلةٌ أخرى . . 
وسالتْ دمعتانْ
* * *
- الهجوم اليوم . . لا بأس
- ولكنَّ الدفاع . . 
- الهجوم اليوم – في نابلس- طال السيداتْ
ونساءٌ في (جنينٍ)
- قالت النشرةُ- يحمِلن السلاحْ !!
* * *
- هذه عبَّارةٌ تهوي
بها ألف صعيديٍّ شريفٍ
هاجروا
للحج
أو للجَلد
أو...
بحثاً عن الزاد . . 
. . وفرَّ القبَّطانْ !!
- ركلةٌ أخرى . . 
وحنَّى الحزنُ كفيِّه
بآلاف اليتامى والثكالى . .
في ثوان
صار أعمامي وأخوالي
مهادا  للتماسيح . . 
وتنهيدُ مساءات الحزانى يتعالى . . 
* * *
ركلةٌ أخرى . . 
وفازت مصر بالكأس
وهاجت مصر في (الاستاد)
وارتجت مقاصير المماليك
وفي وجه الوزيرين تبدى الإنشراحْ !!
* * *
ركلةٌ أخرى... كَفَتْ .!! 
[ جثةٌ أخرى... طَفَتْ ] 
أشعلتْ
 في ريف ديروطٍٍ
وجرجا
والبداري
وقرى أخميمَ
والمنيا . . 
. . قناديل النواحْ !!
كان يوماً غائماً . . منذ الصباحْ !! 

***
ديسمبر 2002

مساحة إعلانية