مساحة إعلانية
قصيدة" قابلة الشرر " وأوجاع العتمة للشاعرة جيهان لطفي إبراهيم
تمور القصيدة الحديثة من عمقها بتلك المشهدية التي ترسم لنا الحالة/ المشهد بصورة مكثفة لا تصرح بقدر ما ترسم لنا صورا ذات دلالة تحتاج منا للوقوف أمامها والولوج في عمقها لفك تلك الدلالات التي تبوح لكل متأمل حسب ما يراه واقعه ، وبقدر مواجهاته مع الحياة بكل ما فيها من صراعات .
وتوقفنا أو قل وتوقعنا قصيدة " قابلة الشرر" للمبدعة جيهان لطفي إبراهيم " في فخ الصراع الإنساني بتلك الصور المتدثرة خلف غلالة من العتمة ، تحتاج لومضة نور أو شعاع بصيرة وهي تطرق على أوجاعنا / أوجاع الإنسانية بتلك الصرخة المدوية وسط هذا الضياع ،رغم إن اللحظة لحظة ميلاد ، ولكن أي ميلاد هذا وسط هذا الظلام ، فالليل دامس بلا قمر ، وتتحول القصائد إلى ..هباء .. غثاء .. سراب ، غيوم عاقر بلا مطر .
في هذه اللحظة الجدبة المخيفة ، ماذا يفعل الشوق ،وماذا تفعل المشاعر وسط هذا الجدب ،حتى الهواء تلبد ، أصبح بلا نسيم .
إنها القصيدة / البوح ، بين الميلاد العسير والاحتضار تشهد عذابات الوجع بهذه العتمة المحاصرة والقابضة على كل شيء جميل ، وسط متاهة البشر .
إنها القصيدة / الحالة التي تعبر عن هذا العنوان القابض على الوجع" قابلة الشرر" ، لقد استطاعت الشاعرة عبر خيالها الثرى، وتكثيفها للصور أن ترسم لنا هذه الحالة المتدثرة بالموت منذ بداية القصيدة التي تعبر برمزية عن الموت/ القبر ، فاالليل بلا قمر ، كأنه قبر .
إنها القصيدة الدهشة التي تغوص وتبحر وتلامس لتقدم لنا صور بانورمية/ مشهدية ، تلامس الجرح الإنساني ، وتفتح مسامات التأويل لتعطي كل كائن حسب وجعه .
"القصيدة"
قابلة الشرر
جيهان لطفي إبراهيم
و تضيع قصائدي في ليل بلا قمر
هباء....
غثاء
سرابا
سديما بلا مطر
ترفع عيون الشوق فلا نجم يطمئنها
و لا نسائم تدل على الأثر
في لجج من التنائي
ذاب
في خضم التناسي اندثر
أوليس هو القمر
مالت على حزنها
لملمت من طرقات الانتظار الأرق
رآها جاهل
صعلوك في متاهة البشر
لو أن كل ذي ليل خاصم السحر
نام منذ مولد الشمس
و حتى مطلع الخبر
ما صرخت وليدة التيه
و لا امسكت بقدميها قابلة الشرر
ما أنجبت الآهة صغار الألم
و لا طافت باسداف الفكر نار
و انتفض السعير و السعر
يا عابر السبيل كفاك تسولا
تساقط لحم القصيدة
ليس حياء و لا خجل
إنه القدر
يجول في حلقها غصة
ينطقها إذ هي تحتضر
فتشهد أنها ما لبثت غير دقيقة
و دقيقة العذاب دهر
تتوب إليها....فلا مفر