مساحة إعلانية
عزلة تترفع عن الأحزان في بهجة وقورة
عندما أشاهد الصمت تزدحم الكلمات في صدري
أمشي في شوارع الواحة فلا أجد أحدا أحياناً من الناس
افرح بتأبط الذكري وأحدث من رحلوا بصوت خفيض
لا يحن الواحد إلا إلي قلوب ملؤها المحبة من فراغ
أولئك الذين تحلقوا حول رجل ينهاهم عن الفرقة
والذين أعطوا من أرواحهم الطاهرة بلا مقابل ربحوا
في الصباح المتوج بالود يحط النور على الوجوه البهية
تلك البشاشة التي اعرفها وأبحث عن سر غيابها ستعود
في أمل وجد وحزن واصرار ابحث ولا أكف عن المحاولة
يسلم النخيل على شاعر محب يقدر شموخه وصموده
وتبكي عيون الماء وجلا على رجال صدقوا ما عاهدوا
في آخر العالم الواسع يرفع الخضار راية النصر والإباء
وتفرح الطيور بزهرة تحاول أن تنشر رسالة الجمال
عزلة تترفع بتواضع عن كل شيء.كل شيء وأي شيء
أمشي في الشوارع الجانبية وأركل الأحجار بقوةوحنين
اتذكر اسماعيل مخلوف الذي عاش حياته محبا لحسنها
واشعر أنني لا احتاج إلا إلي عزلة رائعة وجميلة وحنونة
أبحث عن براءة صافية نقية في وجوه الاطفال الصغار
أحاول بكل قوة أن ازرع أشجار الأمل في رحم اليأس
حضور الكتابة يشبه حضور الموت لا فرار منه و لا مناص
الأقاصي التي يحلم بها الشاعر لا نهائية الحدود والأفكار
اصادق النقاء والصفاء واصغي الي انين السكون في صمت
أعيش مع شجر السنط وأتذكر المحبة والترابط والسخاء
كنت أحلم بالعزلة التي تترفع عن الحزن ولم استطع نيلها
قلت ربما وجدت روحي القديمة في جداول الماء تجري
خلف سياج أرقب النخيل وهو يبكي بحرقة على احبته
عزلة تترفع عن كل شيء أحلم بأن احظي بها لأستريح
هناك تغازل شجرة العشار عشبة واحية جميلة في وداعة
زهرة العبل المظلومة تنادي بصوت مبحوح من لي غيرك
غرد أصفر ودود يجذبني من ياقتي ويقول لا تتركني ا
تسافر المعاني إلي بلاد بعيدة وتجرجرني خلفها طائعا
أعود إلى بكارة الحياة وأحلم في إسعاد أهل بلادي الكرام
بعيدا بعيدا أحلم أن تكون عزلتي المرجوة التي تراودني
انهل من آبارالود والسماحة واتنهد في حنين أبدي
أحلم بعزلة رائعة في حقول الرضا والجمال الإلهي
تدفعني إلي مساكن الطمأنينة وتجلو صدأ الروح
في بيوت الذكرى أعيش على تذكر أبي أو أمي وادعوا
أعيد إلي الأصدقاء قلوبهم البيضاء كما كانت قديما
احارب فقر الأهالي حتى تبيض عيناه من الحزن
أحلم بعزلة لا أفعل فيها شيئا سوى الذكر