مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إيمان بدر
توقع المراقبون أن تكون أولى زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى عقب توليه مهام منصبه لإحدى دول الخليج النفطية، ولكن رجل المخابرات الذى إنتخبه المصريون فى مثل هذا الشهر قبل 9 سنوات، فاجئ العالم بأن تكون اولى محطاته الخارجية لدولة الجزائر العربية الافريقية، ليس فقط لتصفية الأجواء التى تعكرت على خلفية إحدى مباريات كرة القدم فى أواخر عصر مبارك، ولكن لأنه يدرك أن المستقبل للغاز الطبيعى ولدول حوض البحر المتوسط، ويحلم بأن تكون بلاده مركزًا إقليميًا وعالميًا للطاقة بحكم موقعها كهمزة وصل بين أفريقيا واوروبا وبين شرق المتوسط وغربه.
وليست مصادفة أن تتوطد علاقات السيسى برجل مخابرات آخر من قياصرة الغاز الطبيعى فى العالم هو الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى أسس تجمع البريكس ليضم خمسة دول تجمع قارات العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، هى روسيا والهند والصين والبرازيل وجنوب أفريقيا، كما لم تكن مصادفة أن يكون السيسى هو أول رئيس من خارج المجموعة تتم دعوته لحضور اجتماعاتها، ثم يصدر قرار ضم مصر لبنك البريكس.
ومؤخرًا تتردد أنباء عن إنضمام مصر والجزائر الى مجموعة البريكس نفسها وليس بنك البريكس فقط، بالتزامن مع توقيع مصر اتفاقيات مع روسيا والهند لتبادل السلع مقابل العملات المحلية كبديل عن الدولار، بل وبالتزامن مع دعوات انهيار عرش الدولار وتعامل دول البريكس نفسها بعملاتها المحلية ودخول العديد من الدول إلى هذه الاتفاقيات وفى مقدمتها الإمارات والسعودية والارجنتين.
وفى هذا السياق يتوقع خبراء الاقتصاد أن يكون التعامل مع مصر والجزائر تحديدًا ليس فقط كدول مصدرة للغاز الطبيعى، ولكن مصر دولة أسست منتدى غاز شرق المتوسط وضمت إليه الجزائر التى تمثل رمانة الميزان ضمن دول الساحل الافريقى الغربى الغنية بالغاز والنفط، ومن ثم يصبح التنسيق مع القاهرة والجزائر يساوى تدفق مصدر الطاقة النظيفة الأهم إلى العالم عبر منصات التسييل والموانئ المصرية والسواحل الجزائرية ليس فقط على البحر المتوسط ولكن على ساحل المحيط الاطلسى شرقاً، بينما يمتد الطموح المصرى ليتجاوز البحر الأحمر ومضيق باب المندب إلى المحيط الهادى شرقًا والهندى جنوبًا، وهو ما يتحقق من خلال الانفتاح على مجموعة البريكس.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
