مساحة إعلانية
في بلدنا… عندنا منتخبين: منتخب نسمع عنه، ومنتخب نصحى عليه.الأول في الصور… والتاني في المقابر.
الأول في الإعلانات… والتاني في “الحسبة الورت”.
الأول بيتمرّن… والتاني بيتمرمر.المنتخب التاني ده…
ماحدّش يعرف جه منين.يظهر فجأة… زي زيادة الأسعار.
ويختفي فجأة… زي المرتبات.المنتخب التاني… تاريخ من سوء الحظ ولا سوء التحضير؟يقولك:“ده منتخب الأمل.”والأمل عندنا – زي ما أنت عارف –يشتغل نص دوام…ويغيب نص سنة.
اللعيبة في المنتخب التاني: واحد جاي من دوري مقطوع النفس. وواحد لسه راجع من إصابة.وواحد أصلاً مش فاهم هو جاي ليه. وواحد مدربه في النادي قاله: روح العب مع الناس… يمكن تفوق شوية. وبعدين نسأل: ليه خسرنا؟
ونقعد نعمل تحليل فني …مع إن السبب واضح: إحنا دخلنا ماتش دولي… بفِرقة نصها مش دولي أصلاً. المشكلة مش في اللعيبة… المشكلة في “الإدارة” المنتخب التاني بيشتغل بنفس منهج: “هات اللي فاضي… مش اللي جاهز.” والتشكيل بيتعمل بمنطق:“اللي لحقنا عليه.” والمعسكر بيتعمل عند آخر لحظة…
زي مذاكرة طالب عايز يدخل الامتحان بس يسمع الآذان الأول.وكل ما نمشي خطوة…يرجعونا خطوتين.زي لاعب بيلمّ الكورة… وبيسلمها للخصم وهو مبتسم.الجمهور؟… مسكين كالعادة .. الجمهور بيشجع المنتخب الأول… لكن اللي بينزل الملعب هو “التاني”.الجمهور بيغني:"الرجولة فنّ وهندسة" فيقوم اللاعب يزودها… ويعمل لمسة فنية، ويرجع بالهندسة غلط. الجمهور بيكتب بوستات دعم… والمنتخب بيردّ بخيبة. الجمهور يحطّ صورة العلم…والمنتخب يحطّ الكرة برا الملعب.كل ده ونِسأل: ليه بنخسر؟
يا صاحبي…
إحنا بنخسر لأن المنتخب التاني بيدخل الملعب زَيّ الورق الدشت :كتير… بس مالهش لازمة.إحنا بنخسر لأننا فاكرين إن الرياضة "حظ".والحظ لو كان حليف… كنا خدنا كاس العالم من ٢٠٠٦.لكن الحظ بيجي على قد التحضير… ومحدِّش حضّر غير الجمهور.
الخلاصة
المنتخب التاني مش منتخب…المنتخب التاني حالة..ظاهرة. .تجربة اجتماعية على الهواء.
والرسالة واضحة:“إذا أردت أن تفشل… فكوّن منتخبًا ثانيًا… وسيأتيك الفشل جريًا.”وفي النهاية…لو عايزين نكسب؟ نقفل باب المنتخب التاني… ونرجّع اللاعب اللي بيلعب من قلبه…
مش من “أجندة” معسكره.