مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب :تحذير "زرقاء اليمامة والشجر المتحرك

2025-05-10 03:43:02 - 
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب :تحذير "زرقاء اليمامة والشجر المتحرك
الشاعر والباحث عبد الستار سليم

هى امرأة عربية سكنت " اليمامة " ، كانت شديدة البصر ( قيل إن اسمها " عـنـز"  ،  هى من بنات لقمان بن عادياء ، و قيل "اليمامة"  وهى  بنت سهم بن طسم ، وقيل اليمامة لقبها ) ، وهى شخصية عربية جاهلية من أهل اليمامة ،
 و كانت مضربا للمثل  فى حدة النظر وجودة البصر- فى بعض الأقوال  قيل إنها كانت تبصر  الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام ، حتى أن قومها كانوا يستعينون بها لتحذرهم من الغزاة ، ويقول المثل العربى ( أبصرُ من زرقاء اليمامة ) -  وهى من  إحدى القبيلتين الكبيرتين القويتين  المتجاورتين " طـسـم و جــديـس " - وهما من العرب البائدة ، وتعدّان من أقدم طبقات العرب لدى المؤرخين - و كانتا تسكنان فى منطقة فسيحة من نجد فى شبه الجزيرة العربية ً،كان يُطلق عليها "جَــوّ " ، وقيل سمّيت زرقاء اليمامة ، لأن عينيها كانتا زرقاوتين  وسكناها  فى اليمامة - و نذكر أن زُرقة العيون لم تكن مألوفة عند العرب - وقيل إنها من قبيلة طسم وتزوجت فى قبيلة جديس 
 عُرفت " عنز" بجمالها ، حيث شُبّهت بالقمر ليلة البدر، وأجمل ما فيها عيناها،  وقد عاشت هناك فى ذلك الفضاء الفسيح ، وامتازت ببصرها القوىّ ، وبقدرتها على رؤية الأشياء من مسافات بعيدة جدا - و القبيلتان ، سكنتا فيما سُمّى بعد ذلك بأرض اليمامة  أو  حِجْر اليمامة ، وهو إقليم فرعى إلى الجنوب من نجد - وكانت تدور بينهما حروب كثيرة  على عادة القبائل القديمة ، وقد ساعدت " زرقاء اليمامة"  إحدى هاتين القبيلتين  فى تلك الحروب ، حيث كانت تقف على قمة جبل عالٍ، وترى طريق الأعداء واتجاهاتهم ، ثم تُعلم قبيلتها بذلك ، كي يستعدوا للقتال ، وفى كل مرة كانت هى السبب  فى انتصار قبيلتها 
- و نذكر أن البعض يشكك فى حقيقة قصة زرقاء اليمامة ، لكن البعض الآخر قالوا إنها قصة حقيقية و تمت المبالغة فيها - 
ويقال إنه كان هناك رجل يدعى رياح بن مُرّة ، وكان وزيرا لملك يُدعى" حسّان " ، وفى ذات يوم قال رياح  لملكه : أيها الملك ، إن لى أختًا  متزوجة فى قبيلة
 " جديس" ، وتُدعى زرقاء ، وتقدر على رؤية شخص  من مسيرة  تعادل يوما وليلة كاملة ، والتى أخاف - إن حاربناهم - أن تنظرنا فتُحذّر  قومها ، فـيستعدّوا لنا ، ولذلك أمر رجال قومه  - من باب الخداع - ، بأن يقطعوا أغصان الأشجار  ويتخفّوا وراءها ، من أجل الاحتيال على الزرقاء  ، وأمرهم الملك بتنفيذ ذلك فى الليل ، ولكن ريّاح ردّ على الملك  قائلا : إن بصرها أقوى بالليل.. ولكن الجيش سار بالليل مختبئًا  وراء أغصان الأشجار المقطوعة ، وعندما اقتربوا من أرض  الزرقاء ، شاهدتهم زرقاء وقالت لقومها
 " يا آل جديس ، لقد سارت إليكم الأشجار ، وأتتكم أوائل خيل " حِـمْـيَـر"- وهو جيش الأعداء -  فما كان جواب قومها إلا أن  كذّبوها  وسخروا منها ..!  
ونتيجة لذلك باغتتهم جيوش الأعداء ، وفاجأتهم  وغلبتهم ،  ودخلوا المدينة و لما أمسكوا  بـ "عنز" ،  سألها ملك الأعداء ، ماذا رأيتِ ؟ قالت رأيت الشجر خلفها بشر ، فما كان من الملك إلا أن أمر بصلبها على باب المدينة ، وأمر بـ "قلع عينيها" ، فوجدوهما محشوتين  بـ
"الأ ثمد" - وهو حجر أسود كانت تدقّه وتكتحل به - (وسـمّيت " عنز"  بـ زرقاء اليمامة   لزُرقة عينيها  وسكناها  فى أرض اليمامة) حيث من يومها  تم تغيير اسم المدينة من " جديس" أو " جَـوّ" - كما تقول كتب التاريخ - إلى اليمامة ، على اسم زرقاء اليمامة ،
وأصبح اسم زرقاء اليمامة  من أشهر الشخصيات العربية  القديمة ..!

مساحة إعلانية