مساحة إعلانية
هى امرأة عربية سكنت " اليمامة " ، كانت شديدة البصر ( قيل إن اسمها " عـنـز" ، هى من بنات لقمان بن عادياء ، و قيل "اليمامة" وهى بنت سهم بن طسم ، وقيل اليمامة لقبها ) ، وهى شخصية عربية جاهلية من أهل اليمامة ،
و كانت مضربا للمثل فى حدة النظر وجودة البصر- فى بعض الأقوال قيل إنها كانت تبصر الأشياء من مسيرة ثلاثة أيام ، حتى أن قومها كانوا يستعينون بها لتحذرهم من الغزاة ، ويقول المثل العربى ( أبصرُ من زرقاء اليمامة ) - وهى من إحدى القبيلتين الكبيرتين القويتين المتجاورتين " طـسـم و جــديـس " - وهما من العرب البائدة ، وتعدّان من أقدم طبقات العرب لدى المؤرخين - و كانتا تسكنان فى منطقة فسيحة من نجد فى شبه الجزيرة العربية ً،كان يُطلق عليها "جَــوّ " ، وقيل سمّيت زرقاء اليمامة ، لأن عينيها كانتا زرقاوتين وسكناها فى اليمامة - و نذكر أن زُرقة العيون لم تكن مألوفة عند العرب - وقيل إنها من قبيلة طسم وتزوجت فى قبيلة جديس
عُرفت " عنز" بجمالها ، حيث شُبّهت بالقمر ليلة البدر، وأجمل ما فيها عيناها، وقد عاشت هناك فى ذلك الفضاء الفسيح ، وامتازت ببصرها القوىّ ، وبقدرتها على رؤية الأشياء من مسافات بعيدة جدا - و القبيلتان ، سكنتا فيما سُمّى بعد ذلك بأرض اليمامة أو حِجْر اليمامة ، وهو إقليم فرعى إلى الجنوب من نجد - وكانت تدور بينهما حروب كثيرة على عادة القبائل القديمة ، وقد ساعدت " زرقاء اليمامة" إحدى هاتين القبيلتين فى تلك الحروب ، حيث كانت تقف على قمة جبل عالٍ، وترى طريق الأعداء واتجاهاتهم ، ثم تُعلم قبيلتها بذلك ، كي يستعدوا للقتال ، وفى كل مرة كانت هى السبب فى انتصار قبيلتها
- و نذكر أن البعض يشكك فى حقيقة قصة زرقاء اليمامة ، لكن البعض الآخر قالوا إنها قصة حقيقية و تمت المبالغة فيها -
ويقال إنه كان هناك رجل يدعى رياح بن مُرّة ، وكان وزيرا لملك يُدعى" حسّان " ، وفى ذات يوم قال رياح لملكه : أيها الملك ، إن لى أختًا متزوجة فى قبيلة
" جديس" ، وتُدعى زرقاء ، وتقدر على رؤية شخص من مسيرة تعادل يوما وليلة كاملة ، والتى أخاف - إن حاربناهم - أن تنظرنا فتُحذّر قومها ، فـيستعدّوا لنا ، ولذلك أمر رجال قومه - من باب الخداع - ، بأن يقطعوا أغصان الأشجار ويتخفّوا وراءها ، من أجل الاحتيال على الزرقاء ، وأمرهم الملك بتنفيذ ذلك فى الليل ، ولكن ريّاح ردّ على الملك قائلا : إن بصرها أقوى بالليل.. ولكن الجيش سار بالليل مختبئًا وراء أغصان الأشجار المقطوعة ، وعندما اقتربوا من أرض الزرقاء ، شاهدتهم زرقاء وقالت لقومها
" يا آل جديس ، لقد سارت إليكم الأشجار ، وأتتكم أوائل خيل " حِـمْـيَـر"- وهو جيش الأعداء - فما كان جواب قومها إلا أن كذّبوها وسخروا منها ..!
ونتيجة لذلك باغتتهم جيوش الأعداء ، وفاجأتهم وغلبتهم ، ودخلوا المدينة و لما أمسكوا بـ "عنز" ، سألها ملك الأعداء ، ماذا رأيتِ ؟ قالت رأيت الشجر خلفها بشر ، فما كان من الملك إلا أن أمر بصلبها على باب المدينة ، وأمر بـ "قلع عينيها" ، فوجدوهما محشوتين بـ
"الأ ثمد" - وهو حجر أسود كانت تدقّه وتكتحل به - (وسـمّيت " عنز" بـ زرقاء اليمامة لزُرقة عينيها وسكناها فى أرض اليمامة) حيث من يومها تم تغيير اسم المدينة من " جديس" أو " جَـوّ" - كما تقول كتب التاريخ - إلى اليمامة ، على اسم زرقاء اليمامة ،
وأصبح اسم زرقاء اليمامة من أشهر الشخصيات العربية القديمة ..!