مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث/عـبد الستار سليم:فارس العرب البراق بن روحان هازم آل ساسان

2024-12-14 15:44:00 - 
الشاعر والباحث/عـبد الستار سليم:فارس العرب البراق بن روحان هازم آل ساسان
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

عندما شــدَت مطربة مصر الكبيرة " ( أســمهان) بأغنية " ليت للـبرّاق عينا " فى لحن من صنع " القصبجى" الموسيقار المصرى الكبير، لم يكن كثير من الناس يعرفون : معنى " البرّاق " ولا معنى هذه الكلمات ولا مدلولاتها ، ولا من هو قائل القصيدة التى كانت هذه الكلمات مقطعا  منها 
أما "البـرّاق"  فهو فارس العرب الشهير، و اسمه (البرّاق بن روحان أسد بن بكر)، من بنى ربيعة ، و تقول كتب التاريخ إن البرّاق هو ابن عم  كليب والزير سالم (مهلهل) ، وهو أكبر منهما عمرا  وأقدم فى الفروسية ، بل كان هو قدوتهما فى الشجاعة ، ولأن البرّاق أكبر منهما عمرًا، فلم يكن كليب والزير سالم ، يخرجان عن أمره ، كان البرّاق من أشجع شجعان  قبائل ربيعة ، إلى درجة أن العرب  تقول فى كتب التاريخ إنه إليه ينتهى مجد ربيعة .. وهو -أيضا - شاعر من فحول الشعراء الجاهليين ، وكان له ابنة عم تُدعى "ليلى" أحبها وأحبته ، ووعده أبوها بأن تكون له زوجة ( ليلى  بنت لكيز  بن مرة بن أسد  من" ربيعة بن نزار" )
ولما  كانت " ليلى " أملح بنات العرب فى عصرها، وأجملهن خصالا ، فهى آية فى الجمال ، تامة الحسن ، كثيرة الأدب ، وافرة العقل ، فقد شاع ذكرها عند العرب ، فطمع أحد أمراء الفرس ، فى أن يتزوجها ( ولما كان زواج العربية من أعجمىّ تأباه العرب) دبّر الأعجمىّ حيلة لاختطافها- أثناء رحلة تجارية إلى اليمن مع أبيها التاجر - وتم الاختطاف، وتكتّم أبوها الخبر ، وحُملت "ليلى" إلى بلاد فارس ، زعما من الأعجمى أنها عندما تبتعد عن قبيلتها ، قد ترضخ له ، ولكنها رفضته وآثرت قسوة وعذاب الأسر ) 
عذبوها فى الأسر وأهانوها ، فأطلقت  صرختها من خلال الشعر، و هى الشاعرة العربية الجاهلية  ، و هى واحدة من أشهر النساء فى التاريخ  العربى ، هى  صرخة من داخل  محبسها فى قصر الأمير الأعجمى - وبالطبع  لما لم تستسلم لسجانيها، فأهانوها ، فكان لا بد من أن  تستنجد بابن عمها البرّاق بن روحان - فارس بنى ربيعة -
وكانت هذه القصيدة التى حفظها لنا التاريخ ، لتتغنى أسمهان ببعض من
أباتها لتلك الشاعرة  ، التى اشتهرت بجمالها  وشجاعتها وأدبها 

( ليت للبرّاق عينًا   فترى      ما ألاقى  من بلاء  و  عـنَا 
عُـذّبت أختكم   يا ويلكم      بعذاب النكر صبحا و مسا 
غلّلونى ، قيّدونى ، ضربوا جسمى الناحل  منّى بالعصا)
 تحكى فيها حالة امرأة عربية شجاعة، لم تستسلم لسجّانيها، قالتها لتُعلم أبناء قبيلتها، وفرسان العرب كافة بمكانها ، وتستثير نخوة شجعانهم ، وتستحثهم على تخليصها من أسرها، حيث سجنها الأعجمىّ ، حين امتنعت على الزواج منه ، و تصف  فيها ماتقاسيه ابنة العرب المكبلة فى سجن الأعاجم ،  تقاسى أشد أنواع الألم من سجّانيها ، وبالصدفة البحتة رأت فى حديقة القصر- الذى كانت محتجزة فيه - راعيا عرفت أنه عربى ، و سألته " هل تعرف البرّاق ؟ " فأجابها : ومن لا يعرف "البـرّاق " فارس العرب ، فحمّلته القصيدة ليوصّلها إلى قبيلتها، حتى تهبّ لتخليصها من هول ما تلاقى فى أسرها. . 
كانت القصيدة صرخة مثل صرخات  أخرى اشتهرت فى التاريخ مثل
" وامعتصماه " و " وا إسلاماه "..
و ما إن سمع " البرّاق "  من الراعى ، ما جرى، فلم  يصبر، وقام من فوره، ودعا كل قبائل العرب وفرسانها كافة، وأغار على آل ساسان  فى عقر دارهم ، ودارت حرب طاحنة بين الفرس والعرب ، قُتل فيها أخو البرّاق ، فصار للبرّاق عند الفُرس  ثأران : اختطاف ليلى و تعذيبها ، ومقتل أخيه . . فأخذته الحمية العربية ، وثارت ثائرته ، وبشجاعة الفارس العربى القائد ، اقتحم "البرّاق " القصرالساسانى ، ودمّره و قتل أميره ، و هزم الساسانيين وانتصر عليهم ، وحرر " ليلى" من الأسر ، وعاد بها إلى ديار القبيلة ..!
كانت قصة "ليلى " و "  والبرّاق " من أعظم قصص العرب فى الجاهلية ، فهى قصة عشق وشجاعة ، قصة حب وحرب ، قصة البرّاق بن روحان  وليلى  العفيفة ، بنت عمه ..! 
توفى " البرّاق "  نحو 150 قبل الهجرة 

مساحة إعلانية